Episoder

  • وُضع حجر أساس بناء مَجْمَع عُمان الثقافي في 21 يناير 2024م، فهذا اليوم سيخلد في ذاكرة الأمة العُمانية طويلاً؛ لأنه شهد وضع حجر أساس أهم وأضخم مشروع ثقافي لعُمان في نهضتها الحديثة المتجددة، حيث تفضل صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- فوضع حجر الأساس لمشروع مجمع عُمان الثقافي في مرتفعات المطار بمحافظة مسقط في 21 يناير 2024م.إن مشروع مجمع عُمان الثقافي بمكوناته: المكتبة الوطنية والمسرح الوطني ومكتبة الطفل ودار الفنون ودار السينما والمنتدى الأدبي، وهيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية تشكل لَبِنة أساسية من لَبِنات العمل الثقافي وواجهة حضارية لعُمان الإنسان والتاريخ والحضارة والثقافة، وهي عناصر وأدوات مهمة في تحقيق الكثير من الأهداف ضمن رؤية عُمان 2040، حيث أن المواطنة والهوية والتراث والثقافة الوطنية هي أحد الأولويات الوطنية التي انطلقت منها رؤية عُمان 2040.إن هذا المشروع الضخم معنىً ومبنىً يجسد رؤية جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم –أعزه الله- في ضرورة الانطلاق من ثوابت المواطنة والهُوية العُمانية الأصيلة في كل المشاريع والرؤى والأهداف التي تحقق رؤية عُمان 2040، فجلالته –أعزه الله- كان على رأس هذه الرؤية منذ بدايات التأسيس حتى الانطلاق ثم التنفيذ فالمتابعة والتقييم. كما أن جلالته –حفظه الله- كان على رأس العمل الثقافي والحضاري لسلطنة عُمان من خلال ترأس جلالته لوزارة التراث والسياحة في 14 فبراير 2002م حيث كان على مقربة من كل صغيرة وكبير من العمل الدؤوب للحافظ على تراث عُمان وحضارتها وثقافتها لمدة 18 عاماً حتى تسلمه مقاليد الحكم في البلاد في 11 يناير 2020م. وفي 16 يناير 2024م قبل أيام قلائل من وَضْع حجر أساس بناء مَجْمَع عُمان الثقافي تفضل جلالته ومنح وسام الإشادة السلطانية من الدرجة الثانية لعدد من الشخصيات العُمانية في المجال الثقافي وهذا بحق هو تكريمٌ سامٍ واحتفاءٌ سلطاني بالثقافة العُمانية وإنجازاتها، كما أن جلالته في خطابات السامية الكريمة يوجه بالاهتمام بالنشء والحفاظ على القيم والسمت العُماني الأصيل، وضرورة الارتباط بهويتنا وثقافتنا الوطنية.إن مجمع عُمان الثقافي سيكون صرحاً ثقافياً ضخماً سيجعل من عُمان واجهة للثقافة عموماً وهي أداة من أدوات القوة الناعمة ووسيلة من وسائل الدبلوماسية الثقافية، وهذا المشروع سيحقق جملة من الأهداف على رأسها تعزيز الأنشطة والبرامج والفعاليات الثقافية وإبراز التراث الحضاري العُماني في كافة المجالات، وتكامل العمل المؤسسي في المجال الثقافي، كما أنه سيحقق جملة من الأمنيات للمثقف العُماني من خلال وجود مظلة جامعة لمرافق العمل الثقافي وبيئة محفزة وحاضنة للإبداع، كل ذلك سيحقق الهدف الأسمى من هذا المشروع وهو حفظ الذاكرة العُمانية وتعزيز قيم المواطنة والهوية الوطنية، وخلق جيل واع ومعتز ومقدر لكل مفردات ثقافته وحضارته.وفي هذا المقام يتوجه المثقفون بتقديم الشكر الجزيل والعرفان العظيم لرجل الثقافة الأول ومجدد نهضة عُمان وحامي ثقافتها وتاريخها جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- ومتَّعه بموفور الصحة والعافية لقيادة عُمان نحو درجات المجد السامقة.

  • تعد رؤية عُمان 2040 المرجع الوطني للتخطيط الاقتصادي والاجتماعي لسلطنة عُمان خلال الفترة 2021-2040، ومنها انبثقت الاستراتيجيات الوطنية القطاعية والخطط الخمسية للتنمية. وبإرادة سامية من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد –طيب الله ثراه- حرص على إنفاذها حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق –حفظه الله ورعاه-. وقد تم اعتماد وثيقة الرؤية من لدن جلالته في نهاية عام 2020، ليتم العمل عليها منذ بداية عام 2021 ولغاية 2040م.وقد أعدت رؤية عُمان 2040 من خلال مشاركة مجتمعية واسعة، ترسيخاً وتعزيزاً لدور المجتمع بمختلف فئاته في بناء المستقبل، حيث شارك المواطنون من كافة أنحاء عُمان بآرائهم وتطلعاتهم عبر مراحل مختلفة من إعداد الرؤية والتي تضمنت مشاركة واسعة من مختلف القطاعات والفعاليات وشرائح المجتمع، تمثلت في القطاعين الحكومي والخاص، ومؤسسات المجتمع المدني، والمجالس البلدية، والمؤسسات والهيئات الأكاديمية، وقطاعات أخرى مثل المرأة، والشباب، والإعلاميين، وذوي الاحتياجات الخاصة، وطلاب الجامعات والمدارس، إضافة إلى مجموعة من المقيمين.ويمكن تتبع التسلسل الزمني لرؤية عُمان 2040، عبر المراحل الزمنية التالية:2013م: التوجيهات السامية وتشكيل اللجنة الرئيسية.2015-2016م: أعمال لجنة الأولويات الوطنية ومواءمة الاستراتيجيات.يناير 2017م: اعتماد محاور وركائز الرؤية.مارس 2017م: تشكيل اللجان وفرق العمل.أكتوبر 2017م: تشخيص الوضع الراهن.ديسمبر 2017م: استشراف المستقبل والسيناريوهات المستقبلية.مارس 2018م: تحديد التوجهات والأهداف الاستراتيجية.يوليو 2018م: المبادرات الاتصالية.ديسمبر 2018م: تحديد المؤشرات والمستهدفات.يناير 2019م: إعداد وثيقة الرؤية الأولية - المؤتمر الوطني.2020م: إعداد الوثيقة النهائية للرؤية.أغسطس 2020م: إنشاء وحدة متابعة تنفيذ رؤية عُمان 2040ديسمبر 2020م: إطلاق وثيقة الرؤية.تتضمن الرؤية أربعة محاور رئيسية تنبثق من كل محور عدد من الأولويات الوطنية:أولاً: محور الإنسان والمجتمع: وأولوياته:1. التعليم والتعلم والبحث العلمي والقدرات الوطنية.2. الصحة.3. المواطنة والهوية والتراث والثقافة الوطنية.4. الرفاه والحماية الاجتماعية.ثانياً: محور الاقتصاد والتنمية: وأولوياته:1. القيادة والإدارة الاقتصادية.2. التنويع الاقتصادي والاستدامة المالية.3. سوق العمل والتشغيل.4. القطاع الخاص والاستثمار والتعاون الدولي.5. تنمية المحافظات والمدن المستدامة.ثالثاً: محور الحوكمة والأداء المؤسسي: وأولوياته:1. التشريع والقضاء والرقابة.2. حوكمة الجهاز الإداري للدولة والموارد والمشاريع.رابعاً: محور البيئة المستدامة: وأولوياته:1. البيئة والموارد الطبيعية.جاء في كلمة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق –حفظه الله ورعاه- في وثيقة الرؤية:"إن جميع الذين حظوا بشرف المسؤولية لإعداد الرؤية المستقبلية "عُمان 2040 "، ماضون وأيديهم بأيدي الجميع للعمل على ترجمة توجهاتها وأهدافها، وصولاً لمستقبل يقوده الطموح، ويشارك فيه الجميع، من أجل كل ذلك نمد الخطى، ونسارع الزمن، ونتقدم بثقة نحو غد يمتلئ تفاؤلاً لهذا الوطن الغالي على نفوسنا جميعاً".

  • Manglende episoder?

    Klik her for at forny feed.

  • موسوعة عُمان عبر الزمان موسوعة تاريخية دُشنت في 26 فبراير 2020م من قبل صاحب السمو السيد شهاب بن طارق آل سعيد خلال افتتاحه الدورة الخامسة والعشرين من معرض مسقط الدولي للكتاب. وتعتبر الموسوعة واحدة من درر الموسوعات العُمانية وتتكون من خمسة أجزاء وثلاثة مواجيز، وتتناول تاريخ عُمان من عصور ما قبل التاريخ إلى آخر يوم في حياة فقيد عُمان والأمة جلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور -طيب الله ثراه- الذي خُصص لعهده الزاهر مجلد كامل. وقبيل صدور الموسوعة أضيف لها فصل أخير عن وفاة السلطان الراحل.وتبحر الموسوعة عبر الزمن لتتعرف على تفاصيل «عُمان» منذ أول إنسان خطا على قدمين على أرضها واستخدم أدواته الحجرية، إضافة إلى المزارعين، والرعاة الذين طوروا العالم من حولهم ومن أنفسهم فكونوا المدن الحديثة كما يقول البروفيسور جيفري روز في تقديمه للموسوعة. وتعتمد الموسوعة خلال جميع فصولها على الآثار، بعيدا عن الافتراضات الإنشائية، ولكنها تضع الحقائق التي اكتشفها علماء الآثار والتنقيب والجينات الذين لعبوا دورا كبيرا في اكتشاف عُمان عبر الزمان. وبهذا المعنى فإن هذه الموسوعة عبارة عن رحلة مثيرة وممتعة عبر الزمن تقدم عُمان في سياقها التاريخي.يسلط المجلد الأول الضوء على عُمان في فترة «ما قبل التاريخ» ويتضمن هذا المجلد فصلا تمهيديا بعنوان «كينونة عُمان» تطرح فيه مباحث تناقش السكان الأوائل في بلاد العرب مثل منطقة الأحقاف وأرض قوم عاد، ووبار في أرض الأحقاف. كما تناقش المباحث الدلائل الأثرية. كما يناقش هذا المجلد من الموسوعة التنظيمات الاجتماعية في عُمان خلال عصور ما قبل التاريخ، من خلال الصفات العامة لمجتمع العصر الحجري القديم والاستيطان على الساحل العُماني. وتبحث الموسوعة في مجلدها الأول عصور ما قبل التاريخ خلال الفترة الزمنية من مليوني سنة قبل الميلاد إلى ثلاثة آلاف سنة قبل الميلاد وفيها بدأ الاستيطان في عُمان. ويناقش المجلد الحياة الفكرية في عُمان في تلك المرحلة من خلال بحث المعتقدات الدينية عبر المدافن وطقوس الدفن والمواد الجنائزية. كما يستقرئ المجلد الأول الحياة الفكرية عبر الرسومات الصخرية الموجودة في كل محافظات السلطنة اليوم.أما المجلد الثاني من الموسوعة فقد خصص لدراسة مرحلة عُمان خلال الفترة الزمنية من 3000 سنة قبل الميلاد إلى 1300 سنة قبل الميلاد، وتبدأ هذه المرحلة بالعصر البرونزي كما يعرفه علماء الدراسات والآثار. حيث يبحث هذا المجلد في اسم مجان، ونظامها السياسي، وعلاقاتها مع حضارات العالم القديم، والنظام السياسي والتحالفي والتجانس الحضاري الذي عاشته حضارة مجان. كما يناقش هذا المجلد فكرة التحولات التي حدثت في عُمان خلال فترة الألف الثاني قبل الميلاد. ويناقش هذا المجلد من الموسوعة مستوطنات العصر البرونزي في عُمان والعوامل الجغرافية والبشرية وأثرها على التمركز السكاني، ونظام العمارة، كما يناقش الحياة الاقتصادية من خلال بحث أساليب الزراعة ومنشآت الري والتجارة والملاحة والحرف المنزلية. كذلك يبحث المعتقدات الدينية لهذه المرحلة.أما المجلد الثالث من الموسوعة فيتناول عُمان خلال الحقبة الزمنية من 1300 سنة قبل الميلاد إلى سنة 525 ميلادية. ويتناول هذا الفصل الأسماء التي أطلقت على عُمان خلال حقب التاريخ، كما يتناول المواقع الأثرية في عُمان، والعمارة المدنية والدفاعية في عُمان. وهذا فصل مهم نظرا للتقدم الكبير الذي شهدته العمارة العُمانية خلال مختلف العصور التاريخية. كما يتناول هذا المجلد من الموسوعة، أيضا، الزراعة ومنشآت الري خاصة نظام الأفلاج. ويعالج المجلد التجارة والملاحة البحرية خلال الحقبة الزمنية التي يتناولها المجلد.ويتناول المجلد الرابع من الموسوعة الحقبة الزمنية من سنة 627 ميلادية وإلى عام 1970 من خلال استقراء مرحلة دخول الإسلام إلى عُمان، وعُمان خلال الدولة الإسلامية الأولى في عهد الخلفاء الراشدين ثم دولة بني أمية وما صاحب ذلك في عُمان من حياة فكرية والاجتماعية واقتصادية والعملات النقدية التي سكت في عُمان خلال هذه المرحلة. والجوانب العمرانية التي تطورت وتأثرت بالتعاليم الإسلامية. ثم يتناول المجلد موضوع الدولة في الفكر الإباضي. كما يتناول عصر النباهنة ونفوذهم في شرق أفريقيا والحياة العلمية والأدبية في عهدهم. فيما يتناول الفصل الثالث من هذا المجلد موضوع عُمان الوحدة والنفوذ من خلال الوحدة الوطنية التي حصلت في عُمان مع بداية دولة اليعاربة وجهودهم في طرد البرتغاليين وتحرير ممباسا وتطوير الأسطول البحري العُماني. ثم يتناول المجلد قيام دولة البوسعيديين ويدرس هذا الفصل الجهود الاقتصادية والسياسية والثقافية والعلمية خلال هذه الدولة.أما المجلد الخامس من الموسوعة فيتناول عصر النهضة العُمانية المعاصرة والتي تمتد على مدى نصف قرن من سنة 1970 وإلى يناير من عام 2020 لحظة رحيل جلالة السلطان قابـوس بن سعيد بن تيمور طـيب الله ثراه. ويبدأ هذا المجلد بتمهيد عن عُمان قبل عام 1970 ثم فترة حكم السلطان سعيد بن تيمور. ويتناول هذا المجلد تفاصيل قيام النهضة العُمانية الحديثة التي أرساها السلطان الراحل عبر فصول «الدولة العصرية» و«سياج الأمن وحماة الوطن» و«تنمية الإنسان والمجتمع» و«البنية الأساسية دعامة التطور والتنمية» و«العدل والسلطة القضائية» و«نظم اقتصادية حديثة» ثم يختتم المجلد والموسوعة فصولها بفصل «وفاة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور» ويستعرض هذا الفصل الأيام الأكثر حزنا في تاريخ عُمان منذ البيان الذي نعى فيه ديوان البلاط السلطاني فقيد الوطن والأمة إلى قسم اليمين الذي أداه صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم، حفظه الله ورعاه، سلطانا على عُمان.


  • تحتفل سلطنة عُمان في الحادي عشر من ديسمبر من كل عام بمناسبة يوم قوات السلطان المسلحة، ويتحول احتفال السلطنة بهذه المناسبة إلى يوم وطني يشعر فيه العُمانيون بالعزة والفخر ويستذكرون مسيرة طويلة عبر التاريخ سطرت فيها العسكرية العُمانية ملاحم بطولية في الدفاع عن تراب هذا الوطن وتثبيت رايته عالية خفاقة.وقد صدر مرسوم سلطاني سامي من السلطان قابوس –طيب الله ثراه- في 8 ديسمبر 1976م بتحديد الحادي عشر من ديسمبر من كل عام للاحتفال به تمجيدا للقوات المسلحة وتخليدا لذكرى الانتصارات في ديسمبر سنة 1975م والمعروفة تاريخياً بــ(حرب ظفار). وبتاريخ 14 ديسمبر 2022م صدر مرسوم سلطاني سامي من لدن جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم تضمن تعديلاً على مسمى يوم الاحتفال من "يوم القوات المسلحة" إلى يوم قوات السلطان المسلحة".ويخرج يوم قوات السلطان المسلحة من دلالته الاحتفائية الحديثة التي تعود زمنيا إلى عام 1975 ليكون يوما تاريخيا لكل الانتصارات التي حققتها العسكرية العُمانية عبر التاريخ وساهمت في بناء تاريخ هذا الوطن وترسيخ حضوره في مسيرة الحضارة الإنسانية. ويمكن في هذه اللحظات رسم شريط سينمائي يستعيد تلك الإنجازات منذ اللحظة التي دارت فيها رحى معركة سلوت التاريخية التي قادها مالك بن فهم الأزدي، مرورا بكل المواجهات التي خاضها العُمانيون دفاعا عن وطنهم ومقدساته، كمعركة تحرير مسقط في 23 يناير 1650م والتي أنهت الاحتلال البرتغالي لبعض السواحل العُمانية وتحرير سواحل الخليج العربي والمحيط الهندي من طغيانهم. وفي ذاكرة التاريخ آلاف الوقائع المشهودة التي تصلح كل منها لتكون ملحمة عسكرية خالدة.ويولي حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم، القائد الأعلى- حفظه الله- عناية كبيرة بتطوير قوات السلطان المسلحة لتمارس دورها الوطني المقدس في الذود عن حياض الوطن والحفاظ على كل المكتسبات التي تحققت على ترابه. وفي السنوات الأخيرة ركزت سلطنة عُمان في مسيرة بنائها لقوات السلطان المسلحة على الجوانب العلمية والمعرفية وبناء الاستراتيجيات، فإلى جوار التطوير المعداتي الذي يشمل أحدث أنواع الأسلحة هناك تطور كبير في الدراسات الأمنية العسكرية والاستراتيجية الدفاعية. وفي كل مناسبة وطنية يشيد حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم بأبناء قواته المسلحة والأدوار الكبرى التي يقومون بها، ويؤكد دائما- حفظه الله- أنه ماضٍ في رفع كفاءة هذه القوات وتمكينها من أداء عملها عبر رفع كفاءتها.وكان هذا ديدن القادة العظام في عُمان عبر التاريخ؛ ولذلك كانت عُمان البوابة الأولى لحماية شبه الجزيرة العربية من كل الأخطار الخارجية التي هددتها، واستطاعت عُمان خلال كل ذلك فرض نفوذها خاصة في المحيط الهندي وبحر العرب والخليج العربي. وكان نفوذا إيجابيا حمت عبره المنطقة ونشرت الإسلام وثقافة السلام وحمت الضعفاء وانتصرت لهم ورسخت كل هذه القيم في الثقافة العُمانية التي ما زال العُمانيون يعتنقونها حتى اليوم.

  • صدر النظام الأساسي للدولة (الدستور) في المرة الأولى في عام 1996م في عهد السلطان قابوس بن سعيد، وتحديداً بمرسوم سلطاني رقم 101/96 بتاريخ: 24 من جمادى الآخرة سنة 1417هـ/ 6 من نوفمبر سنة 1996م. والنظام الأساسي للدولة ويشار إليه أيضاً باسم القانون الأساسي؛ هو حجر الزاوية في النظام القانوني بسلطنة عُمان، ويعمل به دستوراً للدولة. تم تعديله مرتان؛ المرة الأولى في 19 أكتوبر 2011م، والثانية في 11 يناير 2021م في عهد السلطان هيثم بن طارق حفظه الله.إن الدولة الحديثة في الغالب دولة لها دستور يُحدّد شكلها ونظام الحُكم فيها ويُبيّن السلطات العامة واختصاصاتها وعلاقاتها ببعض، ويُقرر ما للأفراد من حقوق وحريات عامة تجاه الدولة. هذا الدستور أو «النظام الأساسي» يتربّع على قمة النظام القانوني في الدولة ويتمتع بالسمو على كافة القواعد القانونية الأخرى، حيث يمنح الدستور كل سلطة من السلطات اختصاصها المستقل. وقد نصَّ النظام الأساسي عند رسمه أول مرة وفي التعديل الأوّل على أن نظام الحكم سلطاني وراثي في الذكور المتحدرين من السيد تركي بن سعيد بن سلطان، وأن السلطان هو رئيس الدولة والقائد الأعلى للقوات المسلحة، ورئيس مجلس الوزراء، وهو مسؤول عن إصدار القوانين وتعيين القضاة. وأكّد التعديل الثاني للنظام على نظام الوراثة، إلّا إنّه حدد الابن الأكبر وليًا لعهد السلطان يليه في الحكم الابن الأكبر للابن الأكبر وإن كان للسلطان أو ولي العهد إخوة، بذلك حسم مسألة الحكم وتوريثه بشكل قانوني غير قابل للجدل. كما نص النظام الأساسي على ضمان استقلال القضاء، وأن مجلس الوزراء هو الجهة المسؤولة عن تنفيذ السياسات العامة للدولة، بينما يتولى مجلس عُمان، المكون من مجلسي الدولة والشورى، مراجعة التشريعات ورفعها إلى السلطان للموافقة السلطانية.وندرج نص المرسوم السلطاني:بسم الله الرحمن الرحيم
    نحن قابوس بن سعيد سلطان عُمان؛
    تأكيدا للمبادئ التي وجهت سياسة الدولة في مختلف المجالات خلال الحقبة الماضية؛
    وتصميما على مواصلة الجهد من أجل بناء مستقبل أفضل يتميز بمزيد من المنجزات التي تعود بالخير على الوطن والمواطنين؛
    وتعزيزا للمكانة الدولية التي تحظى بها عُمان ودورها في إرساء دعائم السلام والأمن والعدالة والتعاون بين مختلف الدول والشعوب. وبناء على ما تقتضيه المصلحة العامة؛
    رسمنا بما هو آتالمادة 1إصدار النظام الأساسي للدولة بالصيغة المرافقة.المادة 2ينشر هذا المرسوم في الجريدة الرسمية، ويعمل به اعتبارا من تاريخ صدوره.
    صدر في: 24 من جمادى الآخرة سنة 1417 هـ.
    الموافق: 6 من نوفمبر سنة 1996 م.
    قابوس بن سعيد
    سلطان عُمانوتم نشر هذا المرسوم في عدد الجريدة الرسمية رقم (587) الصادر في 16 نوفمبر 1996م.


  • الجائزة التي مُنح إياها السلطان قابوس –طيَّب الله ثراه- في 15 أكتوبر 1998م هي جائزة السلام الدولية، حيث يعد السلطان قابوس أول قائد يتم منحـه جـائزة السلام الدولية التي بدأ تنظيمها في عام 1998م من قبل المجلس الوطني للعلاقات العربية – الأمريكية. وجاء قرار منح جـائزة السلام الدولية بالإجماع من قبل ثلاث وثلاثون جـامعة ومركز أبحاث ومنظمة أمريكية. وتجدر الاشارة إلى أن من بين أبرز الجامعات والمراكز والهيئات التي شاركت في منح الجائزة هي جامعات جورج واشنطن، جورجيا، هارفارد، بنسلفانيا، اركنساس، كاليفورنيا، والجـامعة الأمريكية، بالإضافة إلى مجلس سياسات الشرق الأوسط، ومراكز كارتر وبيكر ونيكسون وكيندي، وأكاديمية البحرية الأمريكية، وأكاديمية سلاح الجو الأمريكي ومعهد الشرق الأوسط، ومعهد الأمريكيون العرب، والمجلس الإسلامي الأمريكي، ومؤسسة السلام للشرق الأوسط، والمجلس الوطني للعلاقات الأمريكية العربية، ولجنة التعاون بين الشركات الأمريكية الخليجية وغيرها. ومن المؤكد أن التقاء كل تلك الجامعات والمؤسسات حول تثمين سياسة ومواقف جلالته هو اعتراف دولي رفيع المستوى بأهمية وفاعلية ما بذله لدعم السلام خليجيا وعربيا ودولياً وما قدمه من اسهام متجدد ومستمر لتحقيق هذه الغاية النبيلة.وتم تسليم الجائزة من قبل الرئيس الأمريكـي الأسبق جيمي كارتر في حفل تاريخـي بالعاصمة الأمريكية فـي 16 أكتوبر 1998م وتسلمها نيابة عن جلالة السلطان معالي يوسف بن علوي بن عبد الله الوزير المسؤول عن الشؤون الخـارجية. وقد ذكر الرئيس الأمريكـي الأسبق جيمي كارتر خلال تسليم الجـائزة: "إنني أشعر بامتنان خـاص لشجـاعة جلالته أثناء عملية السلام في الشرق الأوسط، وإن جلالته ظل يقوم بدور قيادي وسط أولئك الذين يسعون لتحقيق السلام ويعملون من أجل تسوية عادلة ونهاية تحمي الحقوق الكاملة للشعب الفلسطيني". وأضاف كارتر: "على مر السنين أعجبت شخصياً بجهود جـلالة السلطان الشجـاعة لإحلال السلام في منطقته من العالم، لقد نشر جـلالته السلام بطرق عديدة، إن حصول جلالته على جـائزة السلام الدولية ما هو إلا اعتراف دولي بدور جلالته الفاعل في خدمة السلام الدولي. إننا نعتبر جلالته مصباحـاً منيراً لمحبي السلام".جدير بالذكر أن منح جـائزة السلام الدولية لجلالة السلطان المعظم كان له صدى واسع النطاق حيث رحب به قادة وزعماء الدول العربية والأجنبية، والعديد من الهيئات والمنظمات الخليجية والعربية والدولية وهو ما عبر بوضوح عن المكـانة الرفيعة والمتميزة التي يحظى بها جلالة السلطان المعظم. وقد أعرب قادة مجلس التعاون لدول الخليج العربية في بيان القمة الخليجية التاسعة عشرة في أبو ظبي عن سرورهم لنيل صاحب الجلالة السلطـان قـابوس بن سعيد سلطان عُمان على الجـائزة الدوليـة للسلام مغتنمين الفرصة للتعبير مجدداً عن تهانيهم الخالصة لجلالته نظراً لما تمثله هذه الجـائزة من تقدير عالمي قيم لسياسة جلالته الحكيمة واعترافاً بدوره في خدمة ودعم قضايا السلام الإقليمي والدولي. من جـانبه أشار الأمين العام لجـامعة الدول العربية د. عصمت عبد المجيد إلى أن الجـائزة تؤكد المكـانـة الكـبيرة لجـلالتـه كرجـل للمبـادئ ليس فقط على المستوى العربي بل وايضاً على المستويين العالمي والدولي. ومن أصداء منح هذه الجائزة للسلطان قابوس أن أرسل الرئيس الأمريكـي بيل كلينتون رسالة إلى جلالة السلطان المعظم مما جاء فيها: "لقد قدتم عُمان برؤى وتصميم وأن قيادتكم تحظى باحترام عظيم حول العالم، إنني أنا والرؤساء الذين سبقوني نقدر بشكل خـاص نصيحتكم ومساندتكم في خلق مناخ إقليمي يعمل من أجل السلام والرفاهية". ومن جانب آخر صرح المتحدث باسم وزارة الخـارجيـة البريطانية ان جلالته هو أحق المتلقين لجـائزة السلام الدولية في عامها الأول.ومما يجدر الإشارة إليه أن جائزة السلام الدولية معروضة في ركن السلطان الخالد قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- بقاعة عصر النهضة في المتحف الوطني العُماني. رحم الله باني نهضة عُمان الحديثة وأسكنه فسيح جناته.

  • أفتتح متحف عُمان عبر الزمان الكائن بولاية منح من قبل حضرة صاحبِ الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه – بتاريخ 13 مارس 2023م. ويأتي متحف عُمان عبر الزمان تنفيذًا للأوامر السامية للمغفور له - بإذن الله- السلطان قابوس بن سعيد - طيّب الله ثراه -، حيث وضع حجر الأساس للمشروع بتاريخ 14 يوليو 2015م، ونظرًا لأهمية المشروع لدى المغفور له بإذن الله فقد تم تحديد موقع المتحف بالقرب من حصن الشموخ العامر، إضافةً إلى ما تتمتع به ولاية منح من موقع استراتيجي في قلب محافظة الداخلية، وقرب المتحف من العديد من المعالم السياحية التي توجد بولاية منح ومحافظة الداخلية، كما يعد المشروع نواة لمشاريع أخرى سياحية وثقافية واقتصادية بالمحافظة.ورُسِمت رؤية متحف عُمان عبر الزمان ليكون وجهةً عالمية المستوى، من شأنها أن تسهم في نشر الوعي، وتوطّد علاقة الشباب العُماني بالإرث الثقافي الغنيّ لبلدهم، وتحثهم على التفاعل معه بشكل يلهمهم للإسهام بفاعلية في بناء وطنهم، ورسم معالمه. كما يسعى المتحف إلى تسليط الضوء على الطابع الفريد لسلطنة عُمان، والتعريف بمميزاتها وتاريخها العريق، ونهضتها التي ما زالت تدفع بها للمُضي قدمًا على المستويين المحلي والدولي. واستنبطت فكرة تصميم المتحف من شكل الجبال العُمانية وسلسلة الحجر، ويبدأ التصميم من الأرض ممتدًّا إلى الأعلى في تصميم فريد من نوعه يعكس البيئة العُمانية، كما روعي في المشروع ارتباطه بالبيئة العُمانية من خلال الأحجار المستخدمة في بنائه، والأشجار.تنقل قاعات المتحف الزائر في رحلةٍ سرديةٍ عبر الزمن تبدأ من أواخر عصور ما قبل التاريخ وحتى يومنا الحاضر، وتنقسم قاعات العرض الدائمة إلى قاعتين هما: قاعة التاريخ وقاعة عصر النهضة. حيث تتناول قاعة التاريخ عدة عصور وحقب تاريخية وهي: التكون الجيولوجي لأرض عُمان، والعصر الحجري المتمثل في جناح المستوطنين الأوائل، والعصر البرونزي المتمثل في جناح حضارة مجان، والعصر الحديدي المتمثل في جناح مملكة عُمان، بالإضافة إلى أجنحة اعتناق الإسلام، ودولة اليعاربة ودولة البوسعيديين. وترتكز وسائل العرض المتحفي في هذه القاعة على الوسائط الرقمية لخلق بيئات افتراضية متعددة الأبعاد لتمكن الزائر من معايشة الواقع الافتراضي لكل عصر، إضافة إلى مجموعة منتقاة من الشواهد المادية والخرائط لإضفاء حالة من الواقعية، فتحتوي أجنحة العصور على عدد من المقتنيات والمواد المرئية التي تتحدث عن عدد من الموضوعات والمواقع الأثرية، مثل مستوطنات رأس الحمراء ورأس الجنز ومظاهر الحياة اليومية آنذاك، وما يتصل بالهجرات الموسمية، والتواصل البحري، وتجارة النحاس، وبناء منظومة الأفلاج. كما تحتوي على بيئة افتراضية فائقة الدقة تتحدث عن إسهام أهل عُمان في الإسلام، ومناحي الحياة الفكرية، والسياسية، والاجتماعية، والاقتصادية المرتبطة بذلك، والإسهام العلمي للعلماء العُمانيين.في حين تم تصميم قاعة عصر النهضة على شكل فضاء مفتوح، تتوسطه مجموعة من الأعمدة المهيبة التي تشكل فضاءً تفاعليًّا لمنظومة العرض الصوتي والمرئي فائقة الدقة تتناول الأعوام الخمسة الأولى من عمر النهضة المباركة، لتتيح مشهدًا بانوراميًّا للقاعة، وتمثل القاعة المباركة ذروة تجربة الزائر للمتحف ومحوره الأساسي، وتستعرض جوانب التطور، والازدهار، والنماء في سلطنة عُمان، وما شهدته من تحول اجتماعي واقتصادي وصناعي وسياسي ملحوظ، جنبًا إلى جنب مع المحافظة على مكنونات هويتها الأصيلة وتقاليدها الثقافية العريقة. وتحتوي القاعة على وسائل متحفية رقمية تفاعلية تستعرض الخطابات السامية لحضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم / حفظه الله ورعاه / والخطابات السامية للمغفور له بإذن الله تعالى السلطان قابوس بن سعيد ــــ طيّب الله ثراه ـــــ، إضافة إلى مرتكزات النهضة المباركة كالتعليم، والرعاية الصحية، والبنية الأساسية، والعلاقات الخارجية، والسياحة، والاقتصاد، وغيرها من الموضوعات.يحتوي المتحف كذلك على مركز المعرفة الذي ينقسم إلى ثلاثة طوابق، حيث يضم الطابق الأرضي معملين وقاعة كبيرة للمحاضرات، وزود أحد الفصول بالأدوات والكتب المناسبة ليكون مُخصصًا للأطفال، إضافةً لمعمل الابتكار ومعمل الأفكار المخصصين في حين يضم الطابقان الأول والثاني مكتبة حصن الشموخ التي تم نقلها من حصن الشموخ العامر إلى متحف عُمان عبر الزمان، وتحتوي المكتبة على أكثر من 46 ألف عنوان في شتى بحور العلم والمعرفة، وهي مزودة بأجهزة تتيح للباحثين الوصول إلى مبتغاهم من العناوين والمراجع سواء الورقية منها أو الإلكترونية. كما يضم المتحف أيضاً حديقة يمكن للزائر الاستمتاع بوقته فيها، وتقع في الجانب الخلفي من المتحف، وتحوي أشجارًا تتناسب مع البيئة العُمانية وذلك بالاستفادة من المختصين في حديقة النباتات العُمانية، ومن أهم الأشجار الموجودة بها شجرة اللبان وأشجار النخيل، كما تتضمن الحديقة فلجًا يمتد لمسافة كيلو متر، ويمتاز بنظام «غرّاق فلاح» المستخدم في الأفلاج العُمانية. وتحتوي الحديقة على صخرة من النوع الجيري تعود لوادي لحجيج في محافظة ظفار، ويبلغ وزنها 75 طنًّا، وبها مجموعة من الرسومات، كما تضم بعض الحروف الأبجدية وأشكالًا وخطوطًا دائرية وأشكالًا للأجرام السماوية إضافة لرسم شكل الشمس.

  • الكتاب الذي ألفه الكاتب الروسي سرجي بليخانوف عن السلطان قابوس -طيب الله ثراه- هو كتاب: (مصلح على العرش: قابوس بن سعيد سلطان عُمان). وصدر هذا الكتاب بنسخته العربية في عام 2004م لتكون ترجمة للنسخة الأصلية الصادرة باللغة الروسية. ومؤلف الكتاب سرجي بليخانوف من مواليد 1949م، توفي في فبراير 2024م، وهو كاتب وصحافي روسي له عدة مؤلفات. خريج معهد غوركي للأدب، وعضو اتحاد الكُتّاب الروس وحائز على جائزة غوركي في القصة. وهو متخصص في السيرة الروائية، صدرت له في سلسلة "الأعلام" روايات عن كبار الكُتّاب الروس مثل "ألكس بيسيمسكي" و"سرغي مكسيموف"، وعن أشهر حكام روسيا الأمير "سفياتوسلاف" والقيصر "نقولاي الثاني". وكتب في الرواية الخيالية وأدب المغامرات ونشر عن عدد من الزعماء السياسيين المعاصرين في روسيا والعالم العربي.وبالعودة إلى كتاب "مصلح على العرش: قابوس بن سعيد سلطان عُمان" فهذا الكتاب يتضمن محتوى أشبه بسيرة غيرية للسلطان قابوس عبر عناوين متنوعة: خريف القلق، الانطباعات الأولية، مركزية عُمان القديمة، عُمان وانتشار الإسلام، التدخل الغربي، ميلاد السلالة، المحافظة على التوازن، كل ثروات الأرض، بعيدا عن الوطن، آثار السنين، الفجر الجديد، معركة كسب القلوب، أسرة الشعوب، النهضة، من أجل المستقبل، الأوركسترا وقائدها. كما يضم الكتاب بين دفتيه الكثير من الصور المتنوعة الثمينة التي تقدم للقارئ تتبعاً زمنياً للمراحل العمرية للسلطان قابوس، وتؤرخ لأحداث متنوعة من سيرته وعهده. يقول المؤلف سرجي بليخانوف في مقدمة الكتاب: "كتابي عن السلطان قابوس بن سعيد المعظم ثمرة سنوات طويلة من التأملات العميقة في الظواهر التي ترتكز عليها أًسس حياة العالم المعاصر. فعلى مدار القرن العشرين تعرضت شعوب جميع القارات لهزات وكوارث وحروب لم تترك من مثاليات القرن التاسع عشر حجراً على حجر. ولقيت النظريات الثورية على اختلافها انتشاراً منقطع النظير سرعان ما انحسر مخلفاً المرارة وخيبة الأمل والفراغ. وبعد أن أنشأت الإمبراطوريات العملاقة قدرات اقتصادية وعسكرية وتقنية لم يرى التاريخ لها مثيلاً انهارت متفتتة يتآكلها الخواء الفكري والبؤس الروحي. ووسط دخان أنقاض القرن العشرين التفت الناس المرة بعد المرة إلى الماضي باحثين فيه عن نماذج البناء الرشيد العادل لحياة الفرد والمجتمع". ويضيف: "في هذا الكتاب أُركز على جمالية المؤسسات العُمانية التي صمدت لامتحان الزمن وعلى أصالة التقاليد الحضارية والثقافية المرتبطة بها فهذا الجمال وتلك الأصالة، إضافة إلى الميول السياسية، من أهم العناصر المشجعة التي حفزتني على التعمق في تحليل التجربة العُمانية الفريدة وتأويل خبرة السلطنة العصرية القيمة التي قدمت أكثر من دليل على حيويتها ومرونتها. وإلى ذلك ساعدتني المقابلات مع أبرز الشخصيات السياسية في عُمان واللقاءات مع مثقفيها ومع عامة الناس على تكوين فكرة عامة مجسمة عن البلاد وقائدها".ومن الفصل الأخير في الكتاب بعنوان "الأوركسترا وقائدها" يقول المؤلف: "كثيراً ما يبدأ السلطان قابوس خطبه بتعابير شعبنا العزيز، وشعبي العزيز. وهي ليست مفردات رسمية تقال، وإنما انعكاس لشعور عميق واعتقاد راسخ. فالسلطان يمثل أرفع نموذج للترابط الإنساني العميق في المجتمع العُماني، وهو ترابط أشبه بالعلاقة في العائلة الكبيرة المتحابة المتوائمة. في مقابلة مع الصحفية البريطانية فيرونكا قال السلطان قابوس إنني أشعر بالمسئولية تجاه شعبي كله. فالحاكم يجب أن يعتبر نفسه أبا للشعب بأسره. والحاكم هو المرآة تعكس اعتقاد الشعب بأجمعه وتاريخه وحضارته. والشعب يتحسس طبيعته الجماعية بأفضل صورة من خلال الحاكم. وعلى الحاكم أن يفهم الشعب دوما ويعرف احتياجاته، ويعمل لصالحه قبل أن يطلب الشعب منه ذلك".ومن النقاط التي تستوقف قارئ الكتاب ما يشير إليه بليخانوف عن المصالحة التاريخية بين السلطان قابوس ووالده سعيد بقوله: "وأعتقد أنه في قرارة نفسه كان يفتخر بابنه. والحقيقة أن الأمر هو كذلك فعلا. فقد بعث سعيد بن تيمور إلى ابنه من لندن رسائل مفعمة بالرقة والمودة. والدليل على المصالحة التاريخية بين الأب وابنه هو مسجد سعيد بن تيمور الرائع في حي الخوير بمسقط الذي شُيِّد بأمر السلطان قابوس".وهناك الكثير من المواقف والمحطات والدروس التي يستخلصها القارئ من كتاب (مصلح على العرش: قابوس بن سعيد سلطان عُمان)، رحم الله باني نهضة عُمان الحديثة وأسكنه فسيح جناته.

  • السيد حمد بن حمود بن حمد بن هلال بن محمد ابن الامام أحمد بن سعيد البوسعيدي هو سكرتير السلطان سعيد بن تيمور الذي أصبح أول وزير لشؤون الديوان السلطاني في عهد السلطان قابوس بن سعيد، وأصبح لاحقاً مستشاراً خاصاً لجلالة السلطان. عاصر السيد حمد بن حمود ثلاثة سلاطين من الأسرة البوسعيدية؛ السلطان تيمور بن فيصل والسلطان سعيد بن تيمور وجلالة السلطان قابوس بن سعيد. وُلد السيد حمد بن حمود البوسعيدي في مدينة صور في عام 1920م عندما كان والده السيد حمود بن حمد والياً عليها في عهد السلطان تيمور بن فيصل بن تركي. كان السيد حمد الأصغر بين خمسة أبناء وبنات هم: (نصر وخولة وثريا وميرا). والده السيد حمود بن حمد بن هلال بن محمد بن أحمد بن سعيد البوسعيدي، حيث يعود نسب السيد حمد إلى الإمام أحمد بن سعيد البوسعيدي مؤسس الدولة البوسعيدية من جهة جده السيد محمد أصغر أبناء الإمام. والدته السيدة جوخة بنت أحمد بن بدر بن حامد بن سعيد ابن الإمام أحمد بن سعيد البوسعيدي. توفي والده السيد حمود وهو في عمر الطفولة، وتولى رعايته أخاه الأكبر السيد نصر بن حمود بن حمد البوسعيدي. عاش طفولته في ولاية قريات في كنف أخيه السيد نصر الذي كان والياً عليها وتعلم هناك مبادئ القراءة والكتابة والقرآن الكريم. التقى السلطان تيمور بن فيصل بن تركي في مسقط لأكثر من مرة، كما التقى السلطان سعيد بن تيمور بعد توليه مقاليد الحكم لعدة مرات وذلك عندما كان أخاه نصر يصحبه معه إلى مسقط للقاء السلطان. التحق السيد حمد بن حمود بالعمل الحكومي في عام 1936م وهو في سن السادسة عشر من عمره عندما عينه السلطان سعيد بن تيمور كاتباً بمكتب سكرتير السلطان. عمل بمكتب السلطان سعيد في قصر العلم بمسقط في الأربعينيات والخمسينيات والستينيات من القرن الماضي كمساعد لمحمد علي الجمالي سكرتير السلطان وسافر مع السلطان سعيد إلى الهند وإلى نزوى إبان حرب البريمي. بعثه السلطان سعيد في مهام عديدة في داخل عُمان وولاياتها الساحلية ومن ثم استقر معه في صلالة وتولى منصب سكرتير السلطان. أُعتُبر السيد حمد من أفراد الدائرة الضيقة المُقرّبة من السّلطان سعيد بن تيمور وكان بمثابة همزة الوصل بين السلطان وشيوخ القبائل والتجار والأعيان. شارك مع الأستاذ حفيظ بن سالم الغساني في تأسيس وإدارة إذاعة الحصن في صلالة وهي أول إذاعة في عُمان في ستينيات القرن الماضي. أقام السيد حمد بن حمود هو وعائلته في حرم قصر الحصن في صلالة حتى تولي جلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور -طيب الله ثراه- مقاليد الحكم في عُمان في 23 يوليو 1970م. وتقديراً لإخلاص السيد حمد بن حمود وتفانيه في العمل اصطحبه السلطان قابوس معه في الطائرة في أول رحلة له من صلالة إلى مسقط بعد توليه الحُكم وعيّنه سكرتيراً للديوان السلطاني. بعدها عينه السلطان قابوس رئيساً للديوان السلطاني بموجب مرسوم سلطاني في 15 يناير 1973م ومن ثم وزيراً لشؤون الديوان السلطاني. وأثناء توليّه منصب وزير شؤون الديوان السلطاني كانت تقع تحت مسؤوليات السيد حمد بن حمود العديد من المهام الجسيمة جعلته واحداً من أهم أركان الدولة العُمانية في بداية نهضتها الحديثة. حيث تولى بالإضافة إلى منصبه كوزير للديوان مسؤولية سكرتير مجلس الوزراء ومن ثم الإشراف على سكرتارية مجلس الوزراء (الأمانة العامة لمجلس الوزراء حالياً) وترأُس جلسات مجلس الوزراء الموقر في الجلسات التي لا يترأسها جلالة السلطان، إضافة إلى ترأسه لمجلس الخدمة المدنية ومسؤولية ديوان شؤون الموظفين ( ما عُرف بوزارة الخدمة المدنية لاحقاً) واللجنة العليا للتظلمات (وهي المحكمة العليا حالياً) والإشراف على معهد الادارة العامة، وديوان التشريع (وهو ما أصبح وزارة الشؤون القانونية لاحقاً) والإشراف على شؤون القبائل (المناطة بوزارة الداخلية حالياً). ظل السيد حمد بن حمود على رأس الديوان السلطاني لمدة خمسة عشر عاماً. وفي 14 أكتوبر من عام 1986م صدر مرسومٌ سلطاني بتعيينه مستشارا خاصا لجلالة السلطان مع إلغاء وزارة شؤون الديوان السلطاني ودمج اختصاصاتها مع ديوان البلاط السلطاني. استمر السيد حمد بن حمود البوسعيدي في منصب المستشار الخاص لجلالة السلطان حتى وفاته. وقد رافق السيد حمد السلطان قابوس بن سعيد في جميع جولاته السنوية داخل سلطنة عُمان وفي بعضٍ من زيارات جلالته الخارجية. كما ابتعثه السلطان قابوس في عدة مهامٍ خارجية للقاء ملوك وأُمراء ورؤساء دول الخليج. عُرف عنه تمتعه برحابة صدر كبيرة وقدرة على الإقناع والتواصل المجتمعي مع القبائل ومع فئات المجتمع المختلفة وحنكة في إدارة شؤون الدولة وحل المشكلات. كما كان مُحباً للشعر والأدب والفنون وكان يُجالس المُثقفين ويحفظ الكثير من الشعر العربي القديم. تقلّد السيد حمد بن حمود العديد من الأوسمة من السلطان قابوس منها وسام نهضة عُمان ووسام النهضة الأعظم كما تقلد أوسمة من كل من الملك حسين بن طلال ملك المملكة الأردنية الهاشمية والشيخ خليفة بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر. توفي السيد حمد بن حمود في مسقط في 7 شعبان 1423هـ/ 14 أكتوبر 2002م عن عمر ناهز 83 عاماً، وخلّف ثمانية من الأبناء: أربعة ذكور وأربعة إناث؛ أكبرهم السيد سامي بن حمد بن حمود رحمه الله.

  • السيد محمد بن أحمد بن ناصر البوسعيدي الغشَّام (ت: 1348هـ/ 1929م)، والي مطرح ووزير المالية، وأحد أعضاء مجلس وزراء السلطان تيمور بن فيصل (1331-1350هـ/ 1913-1932م). من ولاية السيب. والغشَّام لقب لوالده (ق: 13هـ/ 19م) الذي كان والياً للسلطان تركي بن سعيد (1287-1305هـ/1871-1888م). كان السيد محمد بن أحمد الغشَّام من رجال دولة السلطان تيمور بن فيصل، وعُين في بداية الأمر والياً على مطرح، وعدما سافر السلطان تيمور للعلاج إلى الهند سنة 1920م عين مجلس وزراء مخولا بإدارة شؤون البلاد، يتكون من: أخيه السيد نادر بن فيصل (ت: 1391هـ/ 1971م) رئيساً، ومحمد بن أحمد الغشَّام وزيراً للمالية، وراشد بن عزيز الخصيبي (ت: 1363هـ/ 1944م) قاضياً لمسقط، والزبير بن علي الهوتي (ت: 1376هـ/ 1956م) وزيرا للعدل. وحالما تقاعد السيد نادر وطلب الإعفاء من مهمته سنة 1345هـ/ 1926م حلَّ مكانه محمد بن أحمد الغشَّام رئيسا للمجلس، وظل كذلك إلى وفاته في ربيع الأول 1348هـ/ أغسطس 1929م، ثم خلفه السيد سعيد بن تيمور رئيسا لمجلس الوزراء.ومن الأدوار الرئيسية والأحداث المهمة التي كان للسيد محمد بن أحمد الغشَّام دور فيها اتفاقية السيب، حيث أنه ناب عن السلطان تيمور في توقيع اتفاقية السيب مع ممثل الإمام محمد بن عبد الله الخليلي. ففي إحدى نسخ اتفاقية السيب يوجد توقيع السيد محمد بن أحمد الغشَّام. كانت وفاة السيد محمد بن أحمد الغشَّام البوسعيدي في عام 1929م.ومن البيوت الأثرية التي تلتصق بهذه الشخصية المهمة "بيت الغشَّام"، حيث يعد بيت الغشَّام الأثري أحد المعالم الأثرية بولاية وادي المعاول بمحافظة جنوب الباطنة. يقع هذا البيت ببلدة أفي وهو منزل السيد محمد بن أحمد بن ناصر الغشَّام البوسعيدي، وسُمّي البيت بالغشَّام نسبة إلى صاحبه السيد محمد الذي كان يُعرف بهذا اللقب، وقد كان يسكن هو وعائلته في هذا المنزل. ثم صار البيت للسيد أحمد بن هلال بن علي البوسعيدي والد المرداس بن احمد وقد كان سكنه الدائم. بحسب ما جاء في حديث مدير المتحف سعيد النعماني. وأضاف بأن سكنه أيضاً صاحب السمو السيد أسعد بن طارق بن تيمور وصاحب السمو السيد طلال بن طارق بن تيمور وأسرتهم، وذلك عندما كانوا يأتون لقضاء الإجازة مع جدهم السيد أحمد بن هلال، ثم صار البيت ملكاً للسيد المرداس بن أحمد البوسعيدي، ثم اشتراه السيد علي بن حمود بن علي البوسعيدي بهدف ترميمه وتحويله إلى متحف.وبحسب المصادر التاريخية وبناء على التنقيبات الأثرية وتتبع المكونات الرئيسية بالبيت والبحث والتحري في النقوشات والشواهد الموجودة بالكتابات الجدارية والنقوش على النوافذ والأبواب، فإن فترة بنائه ترجع إلى عهد السلطان سعيد بن سلطان البوسعيدي - أي أن عمر البيت يتجاوز 200 عام تقريبا-. والبيت مصمم على الطراز والفن المعماري العُماني ويحوي العديد من الغرف بالإضافة إلى الصباح والسبلة وبعض الغرف المحصنة، بالإضافة إلى أبراج المراقبة والحوش الكبير والبئر وأماكن تخزين التمور. ويضم المتحف مرافق أخرى وهي: مكتبة الغشَّام والمسرح المفتوح وقاعة المحاضرات والتدريب.

  • قاد الشيخ بشير بن سالم الحارثي الثورة ضد الاستعمار الألماني في عهد السلطان خليفة بن سعيد بعدما أعلنت الحماية الألمانية على شرق إفريقيا متمثلة في شركة شرق إفريقيا الألمانية بعد مؤتمر برلين (1884-1885م). وُلد الشيخ بشير في جزيرة بمبا (الجزيرة الخضراء) بساحل شرق إفريقيا. كان والده من أثرياء زنجبار واشتهر ببنائه المنازل الجميلة فيها. نشأ بشير بزنجبار، ثم عمل بتجارة العاج في داخل شرق إفريقيا.كان من أبرز الأسباب المحرضة على قيام الثورة اعتراف السلطان خليفة بحق الألمان في إدارة المنطقة الممتدة من أومبا إلى رفوما، وموافقته على تأجير الشريط الساحلي لهم. فاعترض الأهالي على هذا الأمر، وهددوا بالخروج عن طاعة السلطان، ووافقهم الشيخ بشير بن سالم الحارثي الذي رأى أنه لا يحق للسلطان خليفة الموافقة على نقل السيادة على الساحل للألمان، وفرض رسوم جمركية باهظة على الصادرات، وإدخال قوانين ونظم تجارية جديدة لم يألفها السكان. في 16 أغسطس 1888م أقام الألمان احتفالا في بلدة باغامويوا بمناسبة موافقة السلطان خليفة على نقل السلطة على الساحل لهم، وقاموا بإنزال العلم السلطاني من دار الوالي، ورفع العلم الخاص بمستعمرة شرق إفريقيا الألمانية، بينما كان الاتفاق ينص على رفع علم السلطان، مما أدى إلى غضب السلطان واحتجاج رجال السلطة العرب الموجودين في الاحتفال والسكان من عرب وأفارقة.ولفهم ما حدث فعلياً نعود لتوضيح اتفاقية تأجير البر الأفريقي، حيث تمكن الألمان بعد شهرين من تولي السلطان خليفة مقاليد الحكم في زنجبار –وبأسلوب الضغط- من إنهاء المفاوضات معه، ونص الاتفاق على منح شركة إفريقيا الشرقية الألمانية الشريط الساحلي الممتد من أومبا إلى روفوما، والمعروفة تاريخياً باتفاقية تأجير البر الأفريقي، وتم توقيعها في 16 شعبان 1305هـ/ 28 أبريل 1888م، وتتضمن الاتفاقية أربعة عشر بنداً بحسب الرصيد الوثائقي للسلطان خليفة بن سعيد البوسعيدي، هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية. وفي 16 من أغسطس 1888م، تم نقل السلطة رسمياً إلى الشركة.كانت الاتفاقية مع الشركة الألمانية تنص على أن تدير الشركة المنطقة الساحلية من أومبا إلى روفوما نيابة عن السلطان خليفة وتحت اسمه، وأن يظل علمه مرفوعاً مع الاعتراف بكامل حقوق زنجبار السيادية. لكن ما إن تسلمت الشركة المنطقة حتى تنكرت لعهودها فأنزلت العلم السلطاني ورفعت علمها مكانه وطالبت السكان بتسجيل الأراضي واستفز موظفوها السكان مما أدى إلى ظهور حركة المقاومة بقيادة الشيخ بشير بن سالم الحارثي. واتهم الألمان السلطان خليفة بالتحريض على الثورة ودعمها بالمؤن والسلاح، فأقنعوا البريطانيين بمشاركتهم في فرض الحصار على ساحل زنجبار منعاً لوصول السلاح للثوار. وبسبب هذه الثورة انتقلت إدارة المستعمرة الألمانية في شرق أفريقيا من شركة شرق أفريقيا الألمانية إلى الرايخ الألماني (البرلمان)، وطلبت الشركة من الحكومة الألمانية المساعدة في القضاء على هذه الثورة وهو ما يفسر تدخل المستشار الألماني بسمار لمحاولة تهدئة الأوضاع مع السلطان خليفة بن سعيد، وهو ما توثقه رسالة مؤرخة في 10/3/1307هـ- 3/11/1889م إلى السلطان خليفة بن سعيد يبلغه فيها رغبة الامبراطور الألماني في استقرار الأوضاع في منطقة البر الأفريقي طالباً مساعدته في تحقيق ذلك، كما يبلغه الموافقة على طلب جلالته في خفض ضريبة العشور التي تأخذها الشركة الألمانية. كما أرسل بسمارك المستشار الألماني إلى السلطان خليفة يبلغه رفضه للفعل الذي قامت به الشركة برفع علمها إلى جانب علم جلالته، كما يوضح له أنه سينظر إلى الشكاوى المرفوعة ضد الشركة الألمانية الأفريقية بخصوص الضرائب بالرجوع إلى الاتفاقية المبرمة بين الطرفين، وأخيراً يؤكد على حرص الامبراطور ولهلم على علاقات الود والصداقة بين البلدين. عموماً استغلت ألمانيا إمكانياتها العسكرية والضوء الأخضر من الإنجليز، وتمكنت بعد جهد جهيد من القضاء على ثورة الشيخ بشير بن سالم الحارثي والقبض عليه وإعدامه بتاريخ 15 ديسمبر 1889م.ويذكر المغيري في كتابه جهينة الأخبار في تاريخ زنجبار عن هذه الثورة، أن السلطان خليفة بن سعيد كان مع ثورة الشيخ بشير الحارثي، فيقول: "وكان يمده (يعني السلطان خليفة) بالآلات الحربية والمأكولات حتى يتقوى على مقاومتهم، لأن هذا السيد كان أشد السادة المتقدمين بغضا للأوربيين وعداوتهم، حتى قيل إنه يحجر على النصارى المبيت في بلدة زنجبار ولا رخصة لهم أن يبقوا بها بعد غروب الشمس".

  • تم تحديد 18 نوفمبر كيوم للاحتفال به كعيد وطني لعُمان، وهذا التاريخ هو تاريخ ولادة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور بن فيصل بن تركي بن سعيد بن سلطان بن أحمد البوسعيدي (1390-1441هـ/ 1970-2020م). هو السلطان الثامن المنحدر رأساً من الإمام أحمد بن سعيد مؤسس الدولة البوسعيدية في عام 1156هـ/ 1744م. ولد جلالة السلطان قابوس بن سعيد -طيّب الله ثراه- في مدينة صلالة في 18 نوفمبر عام 1940م.في سنواته المبكرة؛ تلقى جلالته التعليم في عُمان فحفظ القرآن الكريم وتعلم قواعد اللغة العربية والنحو وأصول الدين والفقه، كما درس المرحلة الابتدائية في المدرسة السعيدية بصلالة. في سبتمبر 1958م أرسله والده السلطان سعيد بن تيمور إلى المملكة المتحدة فواصل تعليمه لمدة عامين في مؤسسة تعليمية خاصة (سافوك)، ونظراً للأوضاع العسكرية التي سادت عُمان خلال فترة نشأته فقد وجهه والده السلطان سعيد بن تيمور لدراسة العلوم العسكرية، حيث التحق بالأكاديمية العسكرية الملكية بساند هيرست في عام 1960م وتخرج منها برتبة ملازم، ثم انضم إلى كتيبة الكالاميردنيانز الأولى في ألمانيا الغربية آنذاك، حيث أمضى ستة أشهر كمتدرب في فن القيادة العسكرية وقيادة الأركان. عاد بعدها إلى المملكة المتحدة حيث تلقى تدريباً في أسلوب الإدارة في الحكومة المحلية هناك وأكمل دورات تخصصية في شؤون الإدارة وتنظيم الدولة. ثم قام بجولة حول العالم استغرقت ثلاثة أشهر زار خلالها العديد من دول العالم عاد بعدها إلى مدينة صلالة في عُمان في عام 1383هـ/ 1964م. وقضى ست سنوات في دراسة الدين الإسلامي وكل ما يتصل بتاريخ وحضارة عُمان دولة وشعباً على مر العصور وقد أشار في أحد أحاديثه إلى أن إصرار والده على دراسة الدين الإسلامي وتاريخ وثقافة عُمان كان لها الأثر العظيم في توسيع مداركه ووعيه بمسؤولياته تجاه شعبه العُماني والإنسانية عموماً. تسلم السلطان قابوس مقاليد حكم سلطنة عُمان في 20 جمادى الأولى 1390هـ/ 23 يوليو 1970، وسُمي هذا اليوم بيوم النهضة المباركة، وامتدت فترة حكم السلطان قابوس 50 عاماً حتى وفاته 14 جمادى الأولى 1441هـ/ 10 يناير 2020م. تتلخّص أهم إنجازات السلطان قابوس في أنه أسس حكومة على النظام الديمقراطي، فبدأ بتكوين سُلطة تنفيذية مؤلفة من جهاز إداري يشمل مجلس الوزراء والوزارات المختلفة، إضافة إلى الدوائر الإدارية والفنية والمجالس المتخصصة ومن أولى الوزارات التي أسَّسها السلطان قابوس بعد توليه مقاليد الحكم مباشرة وزارة الخارجية. فقد أسسها بعد فترة قصيرة من توليه الحكم في 23 يوليو 1970م محققاً بذلك روابط وصلات بالعالم الخارجي مبنية على أسس مدروسة وبعد عام واحد من توليه عام انضمت عُمان إلى جامعة الدول العربية في 29 سبتمبر 1971م.كان السلطان قابوس –طيب الله ثراه- حريصاً على التراث والتاريخ العُماني كأساس لنهضة عُمان المباركة، وهذا الحرص ظهرً جلياً في خطاباته السامية وخطواته في برامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ونقتبس بعضاً مما جاء في خطابه السامي:"وفي الوقت الذي نحرص فيه على ترسيخ مفهوم عام وشامل للتنمية الاقتصادية والاجتماعية يتوجب علينا جميعاً أن نضع نصب أعيننا باستمرار أن التطور الذ نسعى إليه وننشده في جميع المجالات، يجب أن يقوم في جوهره على أساس قوي من تراثنا العريق، ووفقاً لتقاليدنا وعاداتنا الموروثة المتوائمة مع واقع الحياة والظروف الموضوعية التي نعيشها، حتى يكون للتطوير مردوده الطيب لخير هذا الجيل والأجيال المتعاقبة".

  • أدم هي المدينة التي تعد مسقط رأس الإمام أحمد بن سعيد مؤسس حكم الدولة البوسعيدية الحاكمة لعُمان منذ عام 1744م. ولد الإمام أحمد بن سعيد في حي الجامع بولاية أدم بتاريخ 25 رجب 1105هـ/ 20 مارس 1694م، وبدأ حياته راعياً للإبل، ثم اشتغل بالتجارة. دخل الحياة السياسة في عام 1147هـ/ 1734م بانضمامه إلى الإمام سيف بن سلطان الثاني اليعربي، ومنذ ذلك التاريخ بدأت رحلة التأسيس متنقلاً من أدم إلى مسقط وبركاء وصحار والرستاق ونزوى وعبري، وغيرها من حواضر عُمان العريقة حتى اختياره ومبايعته إماماً لعُمان في عام 1744م بعد الجهود الوطنية الكبيرة التي قام بها في طرد المعتدي الخارجي وتوحيد الجبهة الداخلية.ونقترب قليلاً من مسقط رأس الإمام أحمد بن سعيد والأسرة البوسعيدية، حيث تقع أدم في الجانب الجنوبي من محافظة الداخلية، تحدها من الشمال ولايتا منح وبهلاء، ومن الجنوب ولايتا محوت وهيما بمحافظة الوسطى، ومن الغرب ولاية عبري بمحافظة الظاهرة. وتبعد عن محافظة مسقط حوالي 223 كم، واتخذت من جامع أدم ونخلة الفرض شعاراً لها. وبحسب موسوعة أرض عُمان، أدم: الأَدَم بفتحتين جمع أديم، وقد يجمع على أدِمَة، وربما سمي وجه الأرض أديما. والأدَمة: باطن الجلد الذي يلي اللحم والبشرة ظاهرها. والأُدْمَة: السمرة والأدم من الناس الأسمر والأدم من الإبل الشديد البياض. والشائع في سبب تسمية أدم بهذا الاسم أنه مأخوذ من الأدمة، وهي التربة الخصبة، وكانت أدم سوقا من أسواق العرب في الجاهلية، أو نسبة إلى أديم الأرض بمعنى وجه لأرض، وفي هذا دلالة على قدم البلد وعراقته. وقد أطلقت كلمة "أَدام" بفتح الهمزة على واد بتهامة وبئر بها، كما سمي أحد أودية مكة "أُدام" بضم الهمزة. وقال عنها الجغرافي ياقوت الحموي في كتابه معجم البلدان: "أدم بفتح أوله وثانيه من نواحي عُمان الشمالية" كانت أدم مركزا لالتقاء القوافل التجارية الآتية من الشام وبالعكس في الجاهلية. وتذكر المصادر أن حارة بني شيبان كانت مركزاً لهؤلاء التجار ويعزز ذلك العثور على آثار أثناء إعادة ترميم أحد المساجد بالقرب من المنطقة مثل السيوف والجحال والخروس يعود تاريخها إلى زمن اليعاربة.من الحارات القديمة التي توجد بأدم: حَارة بَنِي شَيبَانْ: حَيث تُعدّ هَذه الحَارة أقدم حَارات الوِلايَة وَأعرَقُها، كَما أَن بِهذه الحَارة سُوقْ قَدِيمْ شَامخ كَأنت تَمرّ بِه قَوافِل رِحلَة الشّتاء وَالصّيفْ. وحَارة البُوسعِيدْ: مِن الحارَات العريقة فِي الوِلاية الّتي وُلِدَ فِيها مُؤسس دَولَة البُوسعيدْ. وحارة المجابرة: وهي من أعرق حارات الولاية ويقف (برج المجابرة) شامخا فيها وقد تم بناؤه في القرن الثامن عشر الميلادي. وحارة مبيرز: من أقدم الحارات واكثرها جمالا معماريا ويسبقها مسجد الرحبة المعروف في الولاية ويقف (برج الرحبة) شامخا فيها. وحارة السوق: تميزت بطابعها الجميل وتضم عددا من المباني القديمة الجميلة.ارتبط تاريخ أدم بعدد من الأئمة والعلماء والفقهاء والسياسيين، على رأسهم: الإمام أحمد بن سعيد البوسعيدي (1156-1198هـ/1744-1783م)، وسالم بن عبد الله بن خلف البوسعيدي (ق: 12هـ/ 18م)، وسليمان بن مبارك بن علي البوسعيدي (ق: 12هـ/ 18م)، والشيخ الفقيه درويش بن جمعة المحروقي (ت: 1086هـ/ 1676م)، ومحمد بن سيف الشيباني (ق12هـ/ 18م)، وعلي بن محمد بن علي بن محمد المنذري (ت: 1343هـ/ 1925م).

  • الوسام السعيدي: وسام له شأن كبير ويحتل مرتبة مميزة بين أوسمة ونياشين سلاطين عُمان وزنجبار، يمنح كوسام مدني وعسكري نظير الخدمات المدنية للدولة والمواقف البطولية في الميادين العسكرية. وتعود تسميته إلى الفترة الزاهرة لعائلة البوسعيد الحاكمة في شرق أفريقيا. ووفقا للوثائق التاريخية الموجودة في هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية فقد منح النيشان السعيدي على نطاق واسع في سلطنة زنجبار أثناء حكم السلطان علي بن حمود بن محمد البوسعيدي، إلا أن شكل ودرجات النيشان ورتبه غير معروفة. وتقلد الوسام عدد من المسؤولين والأكفاء في الحكومة في مختلف القطاعات تقديرا لخدماتهم الجليلة. وننقل نص لوثيقة منح النيشان السعيدي مؤرخة بتاريخ 12 ربيع الثاني 1323هـ/ 15 يونيو 1905م:"من سلطان زنجبار علي بن حمود إلى كافة من يراه، فليكن معلوما أننا قد شرفنا محمد بن جمعة المغيري بنيشاننا السامي المسمى بالسعيدي الذي هو من الرتبة الخامسة جزاء له منا لأجل اجتهاده في خدمة دولتنا ليحظى بحمله فخر المتقلدين".كما يوجد وسام آخر حمل نفس الاسم (الوسام السعيدي) استحدثه السلطان تيمور بن فيصل وأطلق عليه أيضاً وسام الدولة السعيدية العُمانية ووسام الشرف السعيدي. وتعود قصة هذا الوسام إلى حضور السيد تيمور بن فيصل حفل تنصيب الملك إدوارد السابع ملك المملكة المتحدة وإمبراطور الهند في دلهي عام 1903م نيابة عن والده السلطان فيصل، وهناك أتيحت له الفرصة للاطلاع على الأوسمة والنياشين والميداليات المختلفة مما خلق في نفسه رغبة عظمى لاستحداث وسام يميزه، وعندما تولى الحكم في عام 1913م استحدث الوسام السعيدي.تجدر الإشارة إلى أن الشيخ الزبير بن علي هو أول شخص منح له وسام الدولة السعيدية العُمانية من حكومة سلطان مسقط وعُمان وهو ما يرد صراحة في وثيقة المنح الصادرة من السلطان تيمور بن فيصل، ثم بعد ذلك منح السلطان تيمور الوسام السعيدي لعدد من المسؤولين البريطانيين والعرب المخلصين في خدمة حكومته. كما منح السلطان تيمور بن فيصل الوسام السعيدي من الدرجة الأولى لرودولف روت ابن السيدة سالمة بنت سعيد بن سلطان البوسعيدي، أثناء زيارته إلى لندن بين شهري سبتمبر وأكتوبر عام 1928م، حيث ظهر رودولف في صورة له وهو متوشحاً عدد من الأوسمة والنياشين من بينها الوسام السعيدي. وهناك وسام آخر يحمل اسم "آل سعيد" تم استحداثه بمناسبة الزيارة الرسمية التي قام بها السلطان قابوس –طيب الله ثراه- إلى المملكة المتحدة في عام 1982م. يتألف الوسام من القلادة والشعار والنجمة والوشاح. القلادة مصنوعة من الذهب وبها على التوالي: التاج السلطاني يحيط به إكليل من السعف وشعار سلطنة عُمان، يتدلى من القلادة نجمة من ثمانية أذرع تتوسطها عبارة "سلطنة عُمان" مزخرفة بالذهب على مينا حمراء تحيط بها حلقة دائرية مرصعة بالألماس. يخرج من النجمة ثلاثة عشر شعاعا ذهبيا يتوسط ما بين كل ذراع وآخر ثلاثة أذرع صغيرة مرصعة بالأحجار الكريمة، ومينا أخضر عليها طغرائية صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد. يتألف الوشاح من اللونين الأحمر والأخضر عليه نجمة مماثلة لنجمة القلادة يعلوها التاج السلطاني وحلقة دائرية لتثبيتها على الوشاح. ومما يجدر ذكره أنه تم تصنيع وسام واحد فقط للسيدات من وسام آل سعيد وقُدم لجلالة الملكة إليزابيث الثانية.وللمزيد حول الأسمة والنياشين يمكن الرجوع إلى كتاب: "الأوسمة والنياشين والميداليات في سلطتني عُمان وزنجبار" الصادر عن هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية.

  • عبد العزيز بن محمد بن سالم الرواحي (1286-1362هـ/ 1869-1941م)، مستشار سياسي ومترجم. ولد في قرية مسلمات بوادي المعاول بمحافظة جنوب الباطنة، وتعلم فيها مبادئ الفقه والأدب، كما تعلم الخط من والدته. تزوج أرملة السيد إبراهيم بن عزان بن قيس البوسعيدي، وله من الأبناء سيف وكان قاضياً للإمام محمد بن عبد الله الخليلي وله العديد من المؤلفات العلمية منها: رسالة مختصرة في عقيدة المذهب الإباضي. وله من الإخوة ثلاثة؛ سالم وعبد الرحمن وعبد الله. فأخيه سالم تحلى بمكانة كبيرة عند سلاطين الأسرة البوسعيدية في زنجبار وكان الكاتب والخطاط الشهير للسلطان برغش بن سعيد سلطان زنجبار (1287-1305هـ/ 1870-1888م)، ومن أشهر أبناء أخيه سالم القاضي محمد بن سالم الرواحي الذي تحلى بمكانة مهمة -كوالده- عند سلاطين البوسعيد في زنجبار، وعينه السلطان خليفة بن حارب قاضياً على زنجبار واستمر في منصبه حتى عام 1964م إثر انقلاب الأفارقة على نظام الحكم في زنجبار. ومن أبناء أخيه سالم أيضاً الخطاط المشهور هلال بن سالم الرواحي، ولُقِّب بـ "شيخ الخطاطين"، فقد كان كاتب الأوسمة والخطابات والرسائل والطغرائية السلطانية لجلالة السلطان قابوس بن سعيد – طيب الله ثراه-.وبالعودة إلى الشيخ عبد العزيز الرواحي، فقد انتقل من قريته مسلمات إلى زنجبار ليستقر بها مع أخيه سالم، وكان لوالده محمد بن سالم بن سيف الرواحي علاقات واسعة مع حكام عُمان وزنجبار. عمل عبد العزيز في زنجبار مع السلطان برغش بن سعيد، وتوثقت العلاقة بينهما لما تميز به عبد العزيز من حنكة سياسية وإدارية واسعة. وبعد وفاة السلطان برغش ساند ولده السيد خالد بن برغش في مطالباته بالحكم، ثم اضطر عبد العزيز إلى مغادرة زنجبار وسط الضغوط البريطانية بسبب مواقفه تلك. عاد إلى عُمان واستقر في مسقط قريبا من سلاطينها، وبنى بيتا له بجوار قصر العلم، وكان يتردد على بلدته مسلمات بين حين وآخر.طلب السلطان فيصل بن تركي (1305-1331هـ/ 1888-1913م) الشيخ عبد العزيز للعمل معه كاتباً للمراسلات الخاصة والسرية أيضاً. بالإضافة إلى عمله مستشاراً وترجماناً للقنصلية الفرنسية في مسقط منذ افتتاحها سنة 1894م حتى إغلاقها سنة 1920م، وربطته علاقة قوية بالقناصل الفرنسيين، ففي دراسة للباحث الدكتور ناصر العتيقي بعنوان: "التاجر الفرنسي جوجير والمكاتب عبدالعزيز مراسلا جريدة الأهرام المصرية من مسقط (1901-1905م)" يخلص من خلالها إلى أن التاجر الفرنسي جوجير بالاشتراك مع عبد العزيز بن محمد الرواحي مترجم وسكرتير القنصلية الفرنسية بمسقط تعاونا مع جريدة الأهرام المصرية لنشر ما يدور في مسقط والخليج من أخبار ومواقف سياسية واقتصادية وتخصصا في متابعة أخبار رجال الدولة البريطانية وفضح ممارساتها الاستعمارية في حق شعوب الخليج، وفضح مخططاتها المستقبلية في المنطقة نتيجة لذلك أبعدت بريطانيا عبدالعزيز الرواحي من منصبه كسكرتير للسلطان فيصل وحاولت إبعاده من منصبه كمترجم وسكرتير للقنصلية الفرنسية بمسقط.سعى الشيخ عبد العزيز لتوطيد العلاقة بين السلطان تيمور بن فيصل (1331-1350هـ/ 1913-1932م) والإمامة في عهد الإمام سالم بن راشد الخروصي (1331-1338هـ/ 1913-1920م)، ثم في عهد الإمام محمد بن عبد الله الخليلي (1338-1373هـ/ 1920-1954م). وكان له أثر مهم في عقد اتفاقية السيب التي تم تحريرها في 11 محرم 1339هـ/ 25 سبتمبر 1920م. كما جمعته علاقة قوية بالشيخ عيسى بن صالح بن علي الحارثي. كانت وفاة الشيخ عبد العزيز الرواحي في بلدته مسلمات يوم السبت 9 شوال 1362هـ/ 9 أكتوبر 1943م في عهد السلطان سعيد بن تيمور (1350-1390هـ/ 1932-1970م).

  • السيدة عزة بنت سيف بن أحمد بن سعيد البوسعيدية هي الزوجة الأولى للسلطان سعيد بن سلطان مؤسس الإمبراطورية العُمانية، وهي كذلك حفيدة الإمام أحمد بن سعيد مؤسس الدولة البوسعيدية. عمتها السيدة موزة التي ساهمت إسهاماً كبيراً في تمكين السلطان سعيد في الحكم والتوسع في الإمبراطورية. وهي أخت السيد بدر بن سيف بن أحمد البوسعيدي الذي استعانت به عمتهما السيدة موزة وكانت وفاته في عام 1806م بعد صراع محتدم مع زوجها السلطان سعيد.عاشت السيد عزة في قصر المتوني وكانت إدارة القصر والإشراف عليه تحت إمرتها، وكان الأطفال ووصيفات القصر يحيونها كل صباح في شرفة منزلها. والمتوني: قصر في جزيرة زنجبار (جزيرة القرنفل) بشرق إفريقيا، بناه السلطان السيد سعيد بن سلطان، وسمي باسم نهر صغير يجري في ناحيته. يعد قصر المتوني من أقدم قصور العُمانيين في زنجبار، والراجح أنه كان موجودا قبل أن يشتريه السلطان ويوسعه ويجعله قصراً. وقد ابتُدئ بتوسيعه في عام 1832م. كان القصر مكاناً لسكنى السلطان سعيد وزوجاته، يقضي فيه أربعة أيام من كل أسبوع، حيث كان المقر الرئيس له مع ذهابه لبيت الساحل في بعض الأيام، وكان عدد سكانه يربو عن الألف. يقع أمام قصر المتوني، على شاطئ البحر، مظلة (منظرة) واسعة ذات بناء دائري مفتوحة من جميع جوانبها، وكانت تلك المظلة المكان المفضل للسلطان سعيد حيث كان يقصدها مرتين أو ثلاثاً في اليوم لتناول القهوة مع زوجته السيدة عزة بنت سيف وبعض زوجاته الأخريات والبالغين من أولاده.ويمكن قراءة الثقة والتمكين كذلك لهذه السيدة من قبل زوجها السلطان سعيد، فإضافة إلى كونها كانت السيدة التي تدير القصر الرئيس للسلطان سعيد بمن فيه، كانت أيضاً واحدة من بين خمسة مسؤولين تنفيذيين اختارهم السلطان سعيد لتنفيذ وصيته بعد وفاته، وهؤلاء المسؤولون هم: ابن أخيه السيد محمد بن سالم بن سلطان، وزوجته السيدة عزة بنت سيف، وابنه السيد خالد بن سعيد (كان نائباً عنه في زنجبار، وتوفي قبل وفاة والده في عام 1854م) وابنه السيد ثويني (وكان نائباً عنه في عُمان) ورئيس وزرائه السيد سليمان بن حمد البوسعيدي. الجديد بالذكر أن السيدة عزة هي الزوجة الأولى للسلطان سعيد وهي الزوجة الوحيدة بين الزوجات الثلاث التي ظلت زوجة للسيد سعيد حتى وفاته، وتوفيت بعد وفاته بفترة قصيرة من إتمام العدة. فالزوجة الثانية له هي حفيدة شاه إيران فتح علي شاه، تزوجها السلطان سعيد في عام 1242هـ/ 1827م. أما الزوجة الثالثة فهي السيدة شهرزاد بنت أريش ميرزا بن محمد شاه، وهي حفيدة محمد شاه، تزوجها في عام 1252هـ/ 1837م، بعد انتقاله إلى زنجبار. لم تنجب السيدة عزة أطفالاً؛ لكنها تولت رعاية وتربية أحد أحفاد زوجها السلطان سعيد، وهو ابن أكبر أبنائه السيد هلال، وقد رعته وأحبته كثيرًا لدرجة الاعتقاد بأنه ابنها. حيث توفي السيد هلال في سبتمبر 1851م بينما كان في طريقه إلى مكة وترك ثلاثة أبناء؛ سعود وفيصل ومحمد. وتصف السيدة سالمة في مذكراتها زوجة أبيها السيدة عزة بنت سيف البوسعيدية، ومما ذكرته: "...وكانت زوجته الشرعية عزة بنت سيف، وهي سيدة عُمانية، صاحبة الكلمة المطلقة في البيت. كانت تملك رغم صغر حجمها وعدم وجود ما يميزها في المظهر، سلطة كبيرة على أبي، حتى أنه كان يتبع تعليماتها طائعا. وكانت متعجرفة إزاء النساء الأخريات وأطفالهن، متعالية ومتطلبة. وكان من حسن حظنا أنه لم يكن لها أطفال، وإلا لكان طغيانها لا يطاق". وفي مقطع آخر تذكر: "كان الجميع من علا شأنه أو صغر على السواء يخافون بيبي عزة التي كان على الكل صغارا وكبارا مخاطبتها بالسيدة، ولكن دون أن يحبها أحد. لا زلت أتذكر حتى اليوم كيف كانت تمر أمام الكل بتصلب ونادرا ما تحدثت إلى أحد بلطف. كان أبي السلطان الطيب على العكس منها سواء تعلق الأمر بشخص ذي مكانة رفيعة أو متدنية. لقد عرفت زوجة أبي كيف تتمتع بمكانتها العالية بشكل استثنائي، وما كان أحد يجرؤ الاقتراب منها إن لم تشجعه بنفسها. لم أرها تسير دون حاشية، باستثناء ذهابها مع أبي إلى الحمام الذي كان مخصصا لهما وحدهما. وكان كل من يقابلها في البيت يقف احتراما، كما يقف المجند في مواجهة جنرال. وهكذا كان الجميع يشعرون تماما بالضغط الذي تمارسه من فوق ولكن دون أن تفقد بيت المتوني جاذبيته بالنسبة لسكانه. لقد كانت التقاليد تقضي أن يذهب جميع إخوتي الصغار والكبار على السواء إليها في الصباح ليحيوها".بالرغم من بعض العبارات الحادة التي استخدمتها السيدة سالمة في وصف زوجة أبيها السلطان سعيد، وربما بعضها لا يعدو كونه انطباع شخصي إلا أن ذلك الوصف يقدم بما لا يدع مجالاً للشك عن السلطة والمكانة المهيبة التي تمتعت بها السيدة عزة بنت سيف البوسعيدية كزوجة لأهم وأبرز سلاطين الأسرة البوسعيدية والذي أرسى الكثير من التقاليد كسلطان حاكم وكزعيم للأسرة البوسعيدية.


  • جهينة الأخبار في تاريخ زنجبار هو مصدر تاريخي مهم يؤرخ لشرق أفريقيا والوجود العُماني فيها، من تأليف المؤرخ العُماني سعيد بن علي بن جمعة المغيري (ت: 1381هـ/ 1962م). ويتضمن مواضيع شتى تتعلق بتاريخ عُمان بشكل عام، والقسم الأكبر منه خصّصه المؤلف للحديث بالتفصيل عن تاريخ زنجبار مبتدئاً بالعصور القديمة، ثم بيان تاريخ زنجبار في العصور الحديثة مُستشهداً بالأرقام والإحصائيات للتدليل على الحقائق التاريخية التي أوردها. وتكمن أهمية هذا الكتاب في أن مؤلفه كان شاهد عيان للكثير من الأحداث التي شهدتها سلطنة زنجبار لا سيما في عهد السلطان خليفة بن حارب البوسعيدي، حيث كان المغيري من المقربين للسلطان؛ وبالتالي بحكم هذه المكانة استطاع أن يجمع الكثير من المعلومات حول تاريخ زنجبار سواء من المعاصرين له أو المصادر الأصلية المكتوبة والكتب المتنوعة العربية والأجنبية.يتضمن الكتاب في طبعته الثانية تصديرا للمحقق محمد علي الصليبي، يظهر من خلاله الأهمية الكبيرة لهذا الكتاب، والفائدة الجلية لمادته، مما جاء فيه: "ولما كان الدور العُماني في القارة الأفريقية وحضارتها يحتاج إلى توضيح وإبراز، فإن كثيرا من الكتب والمؤلفات والتقارير التي دارت حوله لم تعطه حقه الكامل في أفريقيا، فجاء كتاب جهينة الأخبار في تاريخ زنجبار، لمؤلفه سعيد بن علي المغيري، مصباحا يضيء للباحثين الصفحات الخالدة التي سطرها العُمانيون في القارة الأفريقية. وقد عمد المؤلف إلى اتباع طريقة علمية سليمة في كتابة مؤلفه، ذلك بأن رتب تاريخ أفريقيا ترتيبا زمنيا من القديم إلى الوسيط، إلى الحديث والمعاصر، ورغم ضآلة المادة التاريخية التي دارت حول تاريخ شرق القارة في الأزمنة القديمة إلا أنه جمعها ورتبها ونسقها، ثم استطرد في تناوله تاريخ أفريقية الشرقية في العصور الوسطى، ثم الحديثة، بل أنه أشار إلى ذلك في بداية مؤلفه، وهي الطريقة المتبعة في كتابة التاريخ". ويضيف الصليبي: "وقد اعتمد المؤلف في كتابه جهينة الأخبار على مصادر أصلية تمثلت في مشاهداته وملاحظاته الشخصية، فقد كان مقربا لدى السلطان السيد خليفة بن حارب، كما استمد معلوماته وأخباره من مسؤولي عصره، بالإضافة إلى جمعه للمؤلفات التي كتبت عن شرق القارة سواء المؤلفات الأوروبية أو المؤلفات العربية". ويختم الصليبي تصديره عن كتاب جهينة الأخبار في تاريخ زنجبار: "ويعتبر كتاب جهينة الأخبار مرجعا مهما لتاريخ العُمانيين في أفريقية، وكذلك مدافعا عن الدور الحضاري لهم في القارة، وقد فصَّل في مسألة الرقيق التي ألصقها بعض الكتاب الأوربيين بالعرب، ودافع عن ذلك بأدلة من الدين الإسلامي والتقاليد العربية، وقارن بين أوضاع الأفارقة في ظل الحكم العُماني، وأوضاعهم بعد ذلك، مبينا الدور الحضاري الذي لعبه العُمانيون في القارة. وهكذا يعتبر كتاب جهينة الأخبار في تاريخ زنجبار، مصدرا مهما للباحث في تاريخ العلاقات الأفريقية الآسيوية من جهة. والباحث في تاريخ القارة الأفريقية من جهة ثانية".ختاماً يمكن القول بأن كتاب جهينة الأخبار بمثابة المعين الذي لا ينضب والذي ينهل منه الباحث والدارس للتاريخ الحضاري المتواصل ما بين عُمان وإفريقيا الشرقية عبر الحقب التاريخية المختلفة.   الجدير بالذكر أن للمؤرخ سعيد بن علي المغيري كتاب آخر بعنوان: "رحلة السلطان خليفة بن حارب إلى أوروبا"، يمكن تصنيفه ككتاب في أدب الرحلات. يوثق الكتاب ثلاث رحلات قام بها السلطان خليفة بن حارب البوسعيدي سلطان زنجبار إلى أوروبا، الأولى سنة 1937م لحضور تتويج الملك جورج السادس ملكاً على بريطانيا، والثانية سنة 1953م لحضور تتويج الملكة إليزابيث الثانية، والثالثة سنة 1960م وكانت رحلة غير رسمية. ويسرد المغيري في كتابه هذا تفاصيل هذه الرحلات والأماكن التي زارها السلطان والمشاهد التي رآها.

  • أزمة الأعلام الفرنسية هي أزمةسياسية حدثت بين بريطانيا وفرنسا؛ بسبب قيام بعض السفن العُمانية برفع العلم الفرنسي في عهد السلطان فيصل بن تركي (1305-1331هـ/ 1888-1913م). ويعود رفع السفن العُمانية للأعلام الفرنسية إلى عام 1261هـ/ 1845م عندما أصدرت السلطات الفرنسية في مدغشقر تصريحاً لإحدى السفن العُمانية برفع العلم الفرنسي. ويعني رفع الأعلام الفرنسية تمتع تلك السفن بالامتيازات نفسها التي يتمتع بها الفرنسيون في عُمان، ومن ضمنها عدم تفتيش السفن من قبل السلطات البريطانية وبالتالي تمارس تجارتها بحرية؛ خاصة ما يتعلق بتجارة الرقيق وتجارة الأسلحة.وصل عدد السفن التي ترفع الأعلام الفرنسية 44 سفينة في عام 1896م، وكان أغلبها مملوكاً لأهالي صور الذين كانت تربطهم علاقات تجارية مباشرة بالسلطات الفرنسية الموجودة على الساحل الإفريقي والجزر التي تحت السيطرة الفرنسية في المحيط الهندي. أزعج انتشار رفع الأعلام الفرنسية السلطات البريطانية؛ إذ حدّ من صلاحياتها في القضاء على تجارة الرقيق ومراقبة تجارة السلاح، وبذلت بريطانيا الجهود الدبلوماسية والعسكرية للقضاء على ظاهرة الأعلام الفرنسية والحد من انتشارها، وذلك بتهديد السلطان فيصل بقطع معونة زنجبار، ومطالبته برفع علم خاص به على جميع السفن التي يملكها رعاياه في الموانئ العُمانية، والقيام بانتزاع الأعلام الفرنسية وتمزيقها وجلد أصحابها.فضّل السلطان فيصل معالجة الموضوع بطريقة دبلوماسية، فأرسل بتاريخ 26 مايو 1897م مذكرة احتجاج إلى الحكومة الفرنسية على توزيعها تصاريح رفع الأعلام الفرنسية على السفن العُمانية؛ إلا أن السلطات الفرنسية لم تهتم بالموضوع، مما دفع بوزارة الخارجية البريطانية إلى إرسال مذكرة إلى وزارة الخارجية الفرنسية أوضحت فيها أن توزيع الأعلام الفرنسية على السفن العُمانية يعتبر خرقاً للإعلان المشترك الصادر عام 1862م بين بريطانيا وفرنسا والمتعلق باحترام استقلال عُمان وحريتها.أُحيلت قضية الأعلام الفرنسية إلى محكمة العدل الدولية للتحكيم وصدر حكم المحكمة في لاهاي بتاريخ 8 أغسطس 1905م وأهم ما تضمنه السماح لأصحاب السفن العُمانية برفع الأعلام الفرنسية؛ إن كانوا حاصلين على تصاريح لذلك قبل تاريخ 2 يناير 1892م. والسبب في اختيار هذا التاريخ هو كونه تاريخ التوقيع على ميثاق بروكسل الخاص بالتفتيش البحري ومنع تجارة الرقيق. ولا يحق للحاصلين على تصاريح بعد هذا التاريخ رفع تلك الأعلام؛ إلا إذا ثبت أنهم كانوا رعايا فرنسيين قبل عام 1862م؛ أي قبل صدور التصريح المشترك بين بريطانيا وفرنسا باحترام استقلال عُمان. كما تضمن الحكم منع التنازل عن هذه التصاريح أو تحويلها إلى مركب آخر بأي طريقة، ومن يفعل ذلك يعرض نفسه إلى المساءلة القانونية. وطبقاً للحكم أيضاً، لا يجوز انتقال التصاريح والأعلام الفرنسية إلى ورثة صاحب المركب الذي لديه تصريح برفع العلم الفرنسي عند وفاته. ويحق لمن لا يرغب في استعمال التصاريح والأعلام الفرنسية إعادتها إلى القنصلية الفرنسية. وأخيراً، يخضع أصحاب السفن الممنوحة التصاريح للسلطات العُمانية.ترتب على تحكيم لاهاي نتائج سياسية واقتصادية، فقد مثَّل انتصاراً للنفوذ البريطاني في المنطقة، مما أدى إلى تخوف القوى الأوروبية الأخرى المتطلعة إلى أن يكون لها نفوذ في المنطقة؛ خاصة ألمانيا وروسيا، كما تمكن السلطان فيصل بن تركي من الإشراف على جميع الموانئ العُمانية خاصة ميناء صور، الذي كانت أغلب سفنه تتمتع بالحماية الفرنسية. وأدى القرار الذي لم يسمح بتوارث التصاريح الفرنسية أو انتقال ملكيتها من سفينة إلى أخرى إلى تناقص السفن الحاصلة على التصاريح الفرنسية لوفاة ربابنتها وتحطم هياكل بعضها، وأدى هذا إلى تقلص السفن العُمانية الرافعة للأعلام الفرنسية تدريجياً.


  • موسوعة عُمان الوثائق السرية هي موسوعة تاريخية وثائقية تقع في 6 مجلدات، أعدها وترجمها محمد بن عبد الله الحارثي. هذه الموسوعة التاريخية الوثائقية تمنح القارئ صورة متكاملة عن تاريخ عُمان الحديث في عهد الدولة البوسعيدية، كما تتضمن خلفيات تاريخية ودينية واجتماعية بما احتوته من كتابات مختارة من بعض المصادر والمراجع في فترات مختلفة.تم تقسيم الموسوعة إلى 6 مجلدات؛ يضم المجلد الأول خلفيات تاريخية ووثائق التآمر البريطاني على الإمبراطورية العُمانية وانحسار دورها في الفترة (1856-1895م). أما المجلد الثاني فيحتوي على وثائق فترة توازن القوى الداخلية خلال الفترة (1901-1945م). والمجلد الثالث يتضمن وثائق فترة تنامي مطامع شركات النفط البريطانية خلال الفترة (1946-1955م). بينما المجلد الرابع يحوي وثائق فترة غزو عُمان واقتلاع جذور الإمامة (1955-1960م). في حين أن المجلد الخامس يضم وثائق فترة تدويل القضية العُمانية في المحافل الدولية (1961-1965م). وأخيراً المجلد السادس المتضمن لوثائق فترة بداية إنتاج النفط وإعادة صياغة النظام السياسي في الفترة (1966-1971م).يوضح المترجم محمد بن عبد الله الحارثي في المقدمة الموجزة والقيمة التي كتبها في افتتاحية هذه الموسوعة الهدف الأساسي من إعداده هذه الموسوعة التاريخية الوثائقية بقوله: "إن المرد الأساس لهذا العمل هو الرغبة في معرفة الحقائق التاريخية التي أصبحت غامضة ويشوبها التشويه، ولا يكاد يُعرف عنها شيء حتى من أكثر الناس اطلاعاً في عُمان، بما في ذلك الذين عاصروا المرحلة السابقة، وإعادة اكتشاف الجذور وتقويم الأداء السياسي لآبائنا والدور النبيل الذي قاموا به لترسيخ الوحدة الوطنية للبلاد، ومحاولة إعادة صياغة الهوية الوطنية والوقائع التاريخية". كما يُبرز الحارثي في مقدمته تلك أسباب ومسوغات مهمة تدفعنا لقراءة وثائق تاريخنا العُماني، منها أن قراءة وثائق تاريخ المنطقة تساعد القارئ على فهم حقيقة واقعنا السياسي الحالي، وما يدور في محيطنا الإسلامي والعربي، كما أن التاريخ يثبت أن قوة الأمم ووحدة أبنائها تنبعان من التسامح والشفافية واحترام الآخرين من دون استغلال أو استعلاء، وإن إقامة مؤسسات المجتمع التي تضمن العدالة الاقتصادية والاجتماعية هي التي تحقق الاستقرار وتكاتف الأيدي وبناء الأوطان.ومن أجل سهولة استيعاب وثائق كل مجلد، قام الحارثي بتلخيص تاريخي مهم وموجز عبارة عن قراءة سريعة لوثائق كل مجلد من المجلدات الستة التي تضمنتها الموسوعة، وننقل ما جاء في وثيقة ضمن قراءة وثائق المجلد الثاني في فترة توازن القوى الداخلية خلال الفترة (1901-1945م)، حيث تقدم هذه الوثيقة توصيف للوضع العام في مسقط بعد وفاة السلطان فيصل بن تركي في 4 أكتوبر 1913م وكان يبلغ من العمر 48 عاماً، ومما جاء في تلك الوثيقة: "... ولا يمكن أن يُعزى تدهور مسقط بصورة كبيرة خلال حكمه إلى أية أعمال أو إهمال من جانب الحاكم، بل يمكن أن تُعزى إلى ظروف خارجية خارجة عن نطاق سيطرته؛ فقد تلاشت معظم تجارة النقل التي كانت مسقط عن طريقها تقوم بتموين الموانئ العربية والفارسية الصغيرة نتيجة للرحلات المباشرة للبواخر من الهند وأوروبا لهذه الموانئ".نختم حديثنا عن موسوعة عُمان الوثائق السرية بكلمات معبرة حملها الإهداء الذي تَصَدَّر الموسوعة: "إلى أرواح رجال عُمان العظام الذين رحلوا إلى رحاب الله وتركوا وراءهم تاريخاً وطنياً ناصع البياض، وإلى جميع أبناء هذه الأمة ليطلعوا على الصفحات المخفية من تاريخهم المجيد لتكون نبراساً لهم".

  • السيد أحمد بن إبراهيم بن قيس بن عزان بن قيس بن أحمد بن سعيد البوسعيدي، ناظر/ وزير الداخلية في عهد السلطان سعيد بن تيمور، وهو يعد واحداً من أبرز الشخصيات العُمانية في القرن العشرين، وأحد أكثر المسؤولين نفوذاً وتأثيراً وثقلاً في عهد السلطان سعيد بن تيمور(1932-1970م)، حيث مكث في منصبه حوالي 38 عاماً.ولد السيد أحمد في ولاية الرستاق في حدود سنة 1895م. والده السيد إبراهيم بن قيس أخ الإمام عزان بن قيس الذي تولى حكم عُمان في الفترة من سنة 1868م وحتى سنة 1871م.وكان والده إبراهيم من الشخصيات السياسية البارزة في النصف الثاني من القرن 19، حيث ورد ذكره في الكثير من الأحداث والوقائع التي حدثت في تلك الحقبة، وخصوصاً أنه كان حاكماً للرستاق، المركز التجاري والإداري المهم للمناطق الشمالية من عُمان، وحينما توفي أخوه الإمام عزان سنة 1871م أراد الناس مبايعته إماماً جديداً لكنه رفض. كما شارك في حروب كثيرة واستطاع أن يخضع صحار وشناص وصحم قبل أن يخرج منها في سنة 1872م في أعقاب صلحه مع السلطان تركي بن سعيد بحسب ما أرخت تلك الأحداث الوثائق التي يمكن الرجوع إليها سواء تلك المنشورة في موسوعة عُمان الوثائق السرية أو الأرصدة الوثائقية الموجودة بهيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية. وفي تاريخ 31 مايو من سنة 1898م توفي السيد إبراهيم فدفن في محلة (بيت القرن) بالرستاق تاركاً خلفه ولديه سعيد بن إبراهيم وأحمد بن إبراهيم الذي كان وقتها يبلغ من العمر ثلاث سنوات تقريباً. وتولى أخوه السيد سعيد بن إبراهيم حكم الرستاق خلفاً لوالده وظل كذلك حتى تاريخ مقتله في مارس من سنة 1912م. أخته السيدة أصيلة بنت إبراهيم البوسعيدية وعرفت بالمراس الشديد والشجاعة والإقدام في الدفاع عن سلطة إخوانها في الرستاق. درس السيد أحمد بن إبراهيم في كتاتيب ولاية الرستاق على يد خيرة علماء ومربي زمنه، ومنهم سيدة شاعرة وناسخة للكتب وصاحبة نشاط سياسي من ولاية بهلا هي عائشة بنت سليمان بن محمد الوائلية التي علمته القرآن الكريم والعلوم الشرعية غير أن مدرسته الحقيقية كانت الحياة والتجارب التي راكمها والأحداث التي عاصرها والتحديات التي واجهها، الأمر الذي أسهم في صقل شخصيته وتوسع مداركه، هكذا يصفه الدكتور محمد العريمي في مقال عميق يليق بمقامه.بعد تولي السلطان سعيد بن تيمور مقاليد الحكم في فبراير من سنة 1932، في أعقاب تنازل والده تيمور بن فيصل بن تركي، إذ وجد فيه السلطان الجديد الخبرة والحنكة ما جعله يعتمد عليه لجهة إدارة الشؤون الداخلية كافة للبلاد تحت تسمية «ناظر الداخلية» أي وزيرها. ومنذ ذلك الوقت وحتى بدايات حكم السلطان قابوس في سنة 1970 شهدت حياته أربعة عقود متواصلة من العمل السياسي الحافل بالأحداث والمتغيرات الداخلية والخارجية. وكانت وزارة الداخلية، إلى جانب وزارة الخارجية أهم جناحين للحكم في عهد السلطان سعيد بن تيمور، وكان من ضمن مهام أحمد بصفته ناظراً للداخلية الإشراف على شؤون الولاة والقضاة والقبائل، علاوة على رفع التقارير إلى السلطان عن أمور الدولة. ولعل أحد الشواهد على ثقة السلطان الكبيرة به تكليف السلطان له بتسيير الأمور كافة في أثناء غيابه عن مسقط ووجوده في ظفار، ما جعله في الواقع الساعد الأيمن للسلطان سعيد بن تيمور. توفي السيد أحمد بن إبراهيم في 26 سبتمبر من سنة 1981م عن عمر تجاوز الخامسة والثمانين. وصفه مفتي عُمان الشيخ أحمد الخليلي بـ: "الداهية العملاق، الذي حلب الدهر أشطره، وامتطى منه صهوتي ذلوله وجموحه".