Episodes
-
بصوت د.علي بن تميم
"حاربيني يا نائبات الليالي" واحدة من أجمل قصائد عنترة في الفروسية، والتي يعبر من خلالها عن علاقته الوثيقة مع فرسه التي يتوحّد معها وتتوحّد معه في خضم المعارك والملاحم. فيقول:
حاربيني يا نائباتِ اللَّيالي عنْ يميني وتارة ً عن شمالي
واجْهَدي في عَداوَتي وعِنادي أنتِ والله لم تُلِمِّي ببالي
إنَّ لي همة ً أشدُّ من الصخـ ـ ر وأقْوى منْ راسياتِ الجبال
وسِناناَ إذا تعسفتُ في الليْـ لِ هداني وردَّني عن ضلالي
وجواداً ما سارَ إلاَّ سرَى البَرْ قُ وَرَاهُ من اقْتداحِ النّعال
أدهمٌ يصدعُ الدجى بسوادٍ بين عينيه غرة ٌ كالهلال
يفتديني بنفسه وأفدّيـ ـهِ بنَفْسي يوْم القِتال ومَالي
وإذا قامَ سوقُ حربِ العوالي وتلَّظى بالمرْهفاتِ الصقّال
كنت دَلاَّلها وكان سناني تاجراً يشتري النفوس الغوالي
يا سِباعَ الفَلاَ إذا اشْتعل الحر بُ اتبعيني من القفار الخوالي
إتبعيني ترى دماءَ الأعادي سائلاَتٍ بين الرُّبى والرِّمال
ثم عودي منْ بعد ذا واشكريني واذكري ما رأيْتِهِ منْ فعالي
وخُذي منْ جَماجمِ القوْمِ قوتاً لبنيكِ الصّغار والأشبال -
بصوت: د. علي بن تميم
هذه واحدة من أروع قصائد شاعر الفروسية والحب عنترة بن شداد، تكشف عن وجه جديد له، يظهر فيه الشاعر الحكيم الفخور القوي الشجاع العاشق، تبدأ القصيدة بالحكمة، ثم الفخر مخاطباً ذاته القوية الحرة الأبية، فيفخر بنفسه وبقوته وبأنه نال العلا بسيفه لا بنسبه ، ثم يتحدث عن بلائه في معركته مع بني حريقة وبعدها انتقل لوصف أمه التي كانت أمة شداد، وفخره بها وبعدها عاد لحكمة الشاعر الفارس ليختم بها قصيدته مرة أخرى، مؤكداً أن الموت يلاقي المرء في أي مكان، فمت عزيزاً، ولا تفضل الأسـر الذي كما وصفه مذاقه مر كالحنظل وعيشته ذليلة
هذه بعض أبياتها:
حكّمْ سيُوفَكَ في رقابِ العُذَّل واذا نزلتْ بدار ذلَّ فارحل
وإذا بُليتَ بظالمٍ كُنْ ظالماً واذا لقيت ذوي الجهالة فاجهل
وإذا الجبانُ نهاكَ يوْمَ كريهة خوفاً عليكَ من ازدحام الجحفل
فاعْصِ مقالَتهُ ولا تَحْفلْ بها واقْدِمْ إذا حَقَّ اللِّقا في الأَوَّل
إنْ كُنْتُ في عددِ العبيدِ فَهمَّتي فوق الثريا والسماكِ الأعزل
أو أنكرتْ فرسانُ عبس نسبتي فسنان رمحي والحسام يقرُّ لي
وبذابلي ومهندي نلتُ العلاَ لا بالقرابة والعديدِ الأَجزل
وأَنا ابْنُ سوْداءِ الجبين كأَنَّها ضَبُعٌ تَرعْرَع في رُسومِ المنْزل
قد طال عزُّكُم وذُلِّي في الهوَى ومن العَجائبِ عزُّكم وتذَلُّلي
لا تسقني ماءَ الحياة بذلة بل فاسقني بالعزَّ كاس الحنظل
ماءُ الحياة بذلة كجهنم وجهنم بالعزَّ أطيبُ منزل -
Episodes manquant?
-
بصوت د. علي بن تميم
واحدة من أجمل قصائد عنترة، المليئة بمشاعر التحدي لما واجهه من قومه بسبب سواد لونه، والتي يكابر فيها ألم الحب مفاخراً بالشمائل والمحامد التي يتحلى بها وأفعاله البطولية، ومواقفه الرجولية، التي اشتهر بها، والتي لاشك أنها ترقى به إلى مستوى عال من المجد، فوق مستوى اللون والنسب، ويقول:
إِذا لَعِبَ الغَرامُ بِكُلِّ حُرٍّ
حَمِدتُ تَجَلُّدي وَشكَرتُ صَبري
وَفَضَّلتُ البِعادَ عَلى التَداني
وَأَخفَيتُ الهَوى وَكَتَمتُ سِرّي
وَلا أُبقي لِعُذّالي مَجالاً
وَلا أُشفي العَدُوَّ بِهَتكِ سِتري
عَرَكتُ نَوائِبَ الأَيّامِ حَتّى
عَرَفتُ خَيالَها مِن حَيثُ يَسري
وَذَلَّ الدَهرُ لَمّا أَن رَآني
أُلاقِي كُلَّ نائِبَةٍ بِصَدري
وَما عابَ الزَمانُ عَلَيَّ لَوني
وَلا حَطَّ السَوادُ رَفيعُ قَدري
إِذا ذُكِرَ الفَخارُ بِأَرضِ قَومٍ
فَضَربُ السَيفِ في الهَيجاءِ فَخري
سَمَوتُ إِلى العُلا وَعَلوتُ حَتّى
رَأَيتُ النَجمَ تَحتي وَهوَ يَجري
وَقوماً آخَرينَ سَعَوا وَعادوا
حَيارى ما رَأوا أَثَراً لِأَثري -
بصوت د.علي بن تميم
"إذا كان دَمعي شاهِدي كَيفَ أَجحَدُ" واحدة من روائع شاعر الفروسية والحب عنترة بن شداد، والتي يفرج فيها عن كامل عشقه لعبلة التي هجرته، فكيف يخفيه وسقمه ودمعه شهود عليه، فمهما قاتل عشقه بصبره وتجلد فإن هواه وحزنه أقوى منه.. فيقول:
إِذا كانَ دَمعي شاهِدي كَيفَ أَجحَدُ
وَنارُ اِشتِياقي في الحَشا تَتَوَقَّدُ
وَهَيهاتَ يَخفى ما أُكِنُّ مِنَ الهَوى
وَثَوبُ سِقامي كُلَّ يَومٍ يُجَدَّدُ
أُقاتِلُ أَشواقي بِصَبري تَجَلُّداً
وَقَلبِيَ في قَيدِ الغَرامِ مُقَيَّدُ
إِلى اللَهِ أَشكو جَورَ قَومي وَظُلمَهُم
إِذا لَم أَجِد خِلّاً عَلى البُعدِ يَعضُدُ
خَليلَيَّ أَمسى حُبُّ عَبلَةَ قاتِلي
وَبَأسي شَديدٌ وَالحُسامُ مُهَنَّدُ
حَرامٌ عَلَيَّ النَومُ يا اِبنَةَ مالِكٍ
وَمِن فَرشُهُ جَمرُ الغَضا كَيفَ يَرقُدُ
سَأَندُبُ حَتّى يَعلَمَ الطَيرُ أَنَّني
حَزينٌ وَيَرثي لي الحَمامُ المُغَرِّدُ
وَأَلثِمُ أَرضاً أَنتِ فيها مُقيمَةٌ
لَعَلَّ لَهيبي مِن ثَرى الأَرضِ يَبرُدُ
رَحَلتِ وَقَلبي يا اِبنَةِ العَمِّ تائِهٌ
عَلى أَثَرِ الأَظعانِ لِلرَكبِ يَنشُدُ
لَئِن يَشمَتِ الأَعداءُ يا بِنتَ مالِكٍ
فَإِنَّ وِدادي مِثلَما كانَ يَعهَدُ -
بصوت: د.علي بن تميم
هذه رائعة جديدة من روائع شاعر الفروسية والبطولة والحب العفيف عنترة بن شداد، تعيد اكتشاف
تراثه الشعري وتقدمه شاعراً عاشقاً يفيض رقة وعذوبة، يتغزل فيها في عيون حبيبته التي تختفي خلف البرقع، ويصفها بأنها أحد من السيوف القاطعة.
يقول فيها:
جفُونُ العذَارى منْ خِلال البرَاقع أحدُّ من البيضِ الرِّقاق القواطعِ
إذا جرَّدتْ ذلَّ الشُّجاعُ وأصبحتْ محاجرهُ قرْحى بفَيض المدَامِعِ
لقد ودّعتني عبلة يوْم بَيْنها وداعَ يقين أنني غير راجع
وناحتْ وقالت: كيف تُصْبح بعدَنا إذا غبتَ عنَّا في القفار الشواسع
وحقّكِ لاحاولتُ في الدهر سلوة ولا غيّرتني عن هواكِ مطامعي
فيا نسماتِ البانِ بالله خبِّري عُبَيلَة عنْ رَحلي بأَيِّ المَواضِعِ
ويا بَرْقُ بلّغْها الغدَاة تحيَّتي وحيِّ دياري في الحمى ومَضاجعي
ونُوحي على من مات ظلماً ولم ينلْ سِوى البُعدِ عن أحْبابِهِ والفَجائع
وليس بفَخْر وصْفُ بأْسي وشِدّتي وقد شاع ذكري في جميع المجامع
بحقّ الهوَى لا تَعْذِلُونيَ واقْصِرُوا عن اللّوْم إنّ اللّوم ليسَ بنافع
وكيفَ أُطيقُ الصَّبْرَ عمَّنْ أحبُّه وقد أضرمتْ نار الهوى في أضالعي -
بصوت د. علي بن تميم
"أنا صديق اللوم واللوام" قصيدة من روائع "شاعر الفروسية والحب" عنترة بن شداد، تكشف جسارة الشاعر وقوته في الحرب من جهة وضعفه فيما يتصل بشؤون القلب والحب من جهة أخرى، ورغم أنه قد قهر الأعداء بحسامه القويّ البتار دون أن يرتاع إلا أنه ظل مرتاعا خائفا من الفراق ومعترفا بأنه صديق العذال واللوم واللوام مهتاجا بالغرام من طلوع الشمس حتى غروبها.
هاجَ الغَرامُ فَدُر بِكَأسِ مُدامِ
حَتّى تَغيبَ الشَمسُ تَحتَ ظَلامِ
وَدَعِ العَواذِلَ يُطنِبوا في عَذلِهِم
فَأَنا صَديقُ اللَومِ وَاللُوّامِ
يَدنو الحَبيبُ وَإِن تَناءَت دارُهُ
عَنّي بِطَيفٍ زارَ بِالأَحلامِ
فَكَأَنَّ مَن قَد غابَ جاءَ مُواصِلي
وَكَأَنَّني أومي لَهُ بِسَلامِ
وَلَقَد لَقيتُ شَدائِداً وَأَوابِداً
حَتّى اِرتَقَيتُ إِلى أَعَزَّ مَقامِ
وَقَهَرتُ أَبطالَ الوَغى حَتّى غَدَوا
جَرحى وَقَتلى مِن ضِرابِ حُسامي
ما راعَني إِلّا الفِراقُ وَجَورُهُ
فَأَطَعتُهُ وَالدَهرُ طَوعُ زِمامي -
بصوت د. علي بن تميم
واحدة من روائع شاعر الفروسية والحب عنترة بن شداد، تكشف الوجه الرقيق والمحب والمشتاق لعنترة، قالها مغترباً، مشتاقاً إلى بلاده، يُحمّل الريح السلام، ويطالبها بأن تحييه في غربته، ونراه في هذه الأبيات رغم خشونة أرض الحجاز وصحاريها وقسوتها القتالية يعاوده الحنين إليها وإلى محبوبته. -
بصوت د. علي بن تميم
تأتي هذه القصيدة المليئة بالتحدي لعنترة العبسي ضمن سلسلة بعنوان: "عنترة ... شاعر الفروسية والحب"، إلا أن أكثر أوجه التحدي تجلياً فيها يتمثّل في إعلانه أنه أسود البشرة، على عكس ما هو شائع في الثقافة الكلاسيكية العربية حول موقفه من هذا الأمر، فإذا به يهتف عالياً: "أنا العبد الذي خبّرت عنه"، لينقل المسألة من مستوى الحماسة التقليدية، إلى مستوى السجال الثقافي الأعمق.
إذا كشفَ الزَّمانُ لك القِناعا ومَدَّ إليْكَ صَرْفُ الدَّهر باعا
فلا تخشَ المنية واقتحمها ودافع ما استطعتَ لها دفاعاً
ولا تخترْ فراشاً من حريرٍ ولا تبكِ المنازلَ والبقاعا
يقولُ لكَ الطبيبُ دواك عندي إذا ما جسَّ كفكَ والذراعا
ولو عرَفَ الطَّبيبُ دواءَ داء يَرُدّ المَوْتَ ما قَاسَى النّزَاعا
وفي يوْم المَصانع قد تَركنا لنا بفعالنا خبراً مشاعاً
حصاني كانَ دلاّل المنايا فخاض غُبارها وشَرى وباعا
وسَيفي كان في الهيْجا طَبيباً يداوي رأسَ من يشكو الصداع
أَنا العبْدُ الَّذي خُبّرْتَ عَنْهُ وقد عاينْتَني فدعِ السَّماعا -
بصوت د. علي بن تميم
تأتي هذه القصيدة الجميلة، المليئة بالحركة.. لعنترة العبسي لتكون ضمن سلسلة بعنوان: "عنترة ... شاعر الفروسية والحب" ويبرز فيها أحد أهم ملامح شعر الغزل عند الشاعر، تلك التي تصور سيل العاطفة التي ينجرف إليها الشاعر بفضل جمال عيني الحبيبة، والعينان وحدها من تنقل الشاعر من لحظة إلى أخرى ... لكن المفارقة تكمن في البيت الأخير الذي ينتهي بثنائية السكون والتمايل... الجلال والجمال
رمتِ الفؤادَ مليحة عذراءُ بسهامِ لحظٍ ما لهنَّ دواءُ
مَرَّتْ أوَانَ العِيدِ بَيْنَ نَوَاهِدٍ مِثْلِ الشُّمُوسِ لِحَاظُهُنَّ ظِبَاءُ
فاغتالني سقمِى الَّذي في باطني أخفيتهُ فأذاعهُ الإخفاءُ
خطرتْ فقلتُ قضيبُ بانٍ حركت أعْطَافَه بَعْدَ الجَنُوبِ صَبَاءُ
ورنتْ فقلتُ غزالة مذعورة قدْ راعهَا وسطَ الفلاة ِ بلاءُ
وَبَدَتْ فَقُلْتُ البَدْرُ ليْلَة تِمِّهِ قدْ قلَّدَتْهُ نُجُومَهَا الجَوْزَاءُ
بسمتْ فلاحَ ضياءُ لؤلؤ ثغرِها فِيهِ لِدَاءِ العَاشِقِينَ شِفَاءُ
سَجَدَتْ تُعَظِّمُ رَبَّها فَتَمايلَتْ لجلالهِا أربابنا العظماءُ -
في هذه المختارات التي بعنوان: "عنترة ... شاعر الفروسية والحب" يعيد د. علي بن تميم اكتشاف بعض الجوانب المجهولة من شعر عنترة العبسي، ففي حين يشتهر عنترة بشعر الحماسة والحرب وقصة حبه الشهيرة لعبلة، فإن شعره يحتوي على قدر كبير من الحكمة والتأمل والتبصر في أحوال البشر، والقصيدة المختارة هنا تصور وفاء عنترة وولاءه للرجال الذين ربوه في الطفولة، ويؤكد بأنه وإن سكت عن الأعداء فإنه ليس بناس، لأنه سرعان ما يجرد حسامه إن تعرّضوا لمكروه دفاعا عنهم بسيف ما إن يستلّه حتى يكون كموج البحر، ثم أنه رغم ما يحدثه من قتل في الأعداء لا يهتز له جفن ذلك لأن قلبه أقسى من الحديد، كيف لا وهو الشارب في صغره من لبن الحروب.
سكتُّ فَغَرَّ أعْدَائي السُّكوتُ وَظنُّوني لأَهلي قَدْ نسِيتُ
وكيفَ أنامُ عنْ ساداتِ قومٍ أنا في فَضْلِ نِعْمتِهمْ رُبيت
وإنْ دارْتْ بِهِمْ خَيْلُ الأَعادي ونَادوني أجَبْتُ متى دُعِيتُ
بسيفٍ حدهُ موج المنايا وَرُمحٍ صَدْرُهُ الحَتْفُ المُميتُ
خلقتُ من الحديدِ أشدَّ قلباً وقد بليَ الحديدُ ومابليتُ
وفي الحَرْبِ العَوانِ وُلِدْتُ طِفْلا ومِنْ لبَنِ المَعامِعِ قَدْ سُقِيتُ
وَإني قَدْ شَربْتُ دَمَ الأَعادي بأقحافِ الرُّؤوس وَما رَويتُ
فما للرمحِ في جسمي نصيبٌ ولا للسيفِ في أعضاي قوتُ
ولي بيتٌ علا فلكَ الثريَّا تَخِرُّ لِعُظْمِ هَيْبَتِهِ البُيوتُ