Folgen
-
يمكن فهم التصور الرسمي المصري بشأن قضية فلسطين، والذي تحتلّ فيه الرغبة الأمنية في حماية سيناء من تدفق الفلسطينيين موقعاً مركزياً. وبينما يروّج "الأمني" لحلٍّ يضمن للفلسطينيين نصف دولة على الأرض، يدرك "السياسي" أنَّ هذا الحل مستحيل
لا يعتبر هذا النظام نفسه ممثلاً للمصريين ولا مُعبّراً عن طموحاتهم، بل كسلطة أمنية إدارية تتخذ القرارات منفردة، لأنها تعرف المصلحة العامة التي تحددها عادة الأولويات الأمنية وتسهيل إدارة الحياة اليومية للسكان، الذين لا يُمثلون أبداً في هذه القرارات
ما غاب عن الخطاب المصري في هذه الحرب هو السردية السياسية. لم تشتبك مصر على الإطلاق مع السردية السياسية الإسرائيلية، بل تحدّث الرئيس مثل خبير أمني
-
كنت وأختي الكبرى، ضحية تحريض الشيوخ لأبي، ولكثير من الآباء، على بناتهن. يذهب الأب يوماً إلى الصلاة في أحد المساجد، ويجلس بعدها يستمع إلى الدرس الديني، يعود إلى البيت بقرار أن بناته سيرتدين الحجاب حتى دون موافقتهن، فهن هكذا عاصيات مذنبات
استطاع أولئك المتنطعون، القائمون على "قناة الناس" السيطرة على عقول الكثيرين، ومن ضمنهم أمي التي لم تكُفّ عن ترديد جملة: "الشيخ على قناة الناس قال حرام!"
رأيت الشيخ يحرّض الناس ليل نهار على الزهد واستبدال الدنيا بالآخرة: "ربنا أصابك بالفقر عشان شايلك في الجنة كتير"، وهو يتقاضى نظير "جلسة النصح" هذه آلاف الدولارات، ويعيش بقصر ويتنقل بسيارة أشبه بالطائرة
-
Fehlende Folgen?
-
في عام 1838، شرح الرحالة الإيراني ميرزا فتاح كرمرودي، مدينة إسطنبول: "الوضع في مدينة إسلامبول مستقر، وكأن الله تعالى لم يخلق مكاناً بهذا الجلال والفضاء في جميع الممالك، ويحيط بها من ثلاثة جوانب، البحر المتوسط والبحر الأسود"
كتب عبد الصمد ميرزا سالور، الذي مر بهذه المدينة عام 1873، متجهاً إلى أوروبا، في ذكرياته عن شوارع إسطنبول: “كانت الأزقة قذرةً وسيئةً للغاية، وتحديداً مثل أزقة طهران، حيث تتجول الكلاب وتتواجد الأوساخ ويتطاير الغبار في الهواء، وفي طريقنا عبرنا من منطقة باب همايون، ولذلك اضطررنا إلى ركوب قوارب ضيقة وطويلة للغاية”
-
تعبت من مهمة البحث عن أي وسيلة لشحن بطارية جهاز السمع لذا تخليت عن استخدامه. بدت هذه فكرة جيدة لي حتى لا أسمع ما يحدث من أصوات انفجارات، لكني أعرف بوجود قصف يقترب دون أن يخبرني أحد، عندما أشعر بارتجاج الأرض تحتي وأشاهد نيران وحمم الصواريخ
صرت أبكي وأصرخ من نافذة منزلي على الجيران والناس في الشارع، لكن لم يسمعني أحد من شدة القصف. ألقيت الكرسي المتحرك أرضاً من نافدة المنزل بالطابق الأول فخرج قبلي، ونزلت أنا زاحفاً على السلم حتى وصلت لباب المنزل أسفل وخرجت
-
ينظر إلي باستغراب واضح: "لم أر في حياتي امرأة تصف ما حصل للتو بيننا بممارسة للجنس فقط! عادة النساء تستعمل عبارات مثل ممارسة الحب لإعطاء الحالة طابعاً رومانسياً لطيفاً، يرفضن أن يكن مع شخص فقط للجنس. وتكرهين كاظم الساهر!
تمسح دموعي إن بكيت، بعد أن نعتني بصفات لو عرف أهلي بأني وافقت عليها لانصدموا (نعم حتى في الخمسين نفكر أحياناً، أو نتخيّل، آراء أهلنا بما نفعل ونقول)
-
لأكلة الهبيط سمات عشائرية، حيث يشاع تقديمها في تجمعاتهم ومناسباتهم، لشرط وجود اللحم في ولائمهم، ويفضل الكثير منهم وضع الخروف كاملاً فوق الأرز، دلالة على كرم المُضيف واعتزازه بضيوفه، أو كإشارة الى عَظَمة المناسبة أو التجمع
الدولمة هي أكثر الأكلات ذات النسخ المتعددة في العراق، إذ يفضل التركمان طبخها باستخدام اللبن، في حين يعتمد البقية على إضافة معجون الطماطم لها، كما يتفنن الموصليون بلف مكونات الدولمة، على ورق العنب صغير الحجم، وفي البصرة، يضاف السكر إلى باقي مكوناتها
-
عندما قابلت الفتاة التي تحب عرفت أنني أصبحت امرأة أخرى، أذكى وألطف وأكثر قدرة على العطاء، امرأة تقدر مشاعرها ولا تقبل بأقل من رجل يحب حتى دورتها الشهرية، امرأة بالنسبة إليها الحب ليس فكرة ملحَّة
لم أعرف قيمة نفسي إلا عندما رأيتها، ولم أرها إلا عندما قاومت ضعفي، توقفت عن تصديق الهراء، أزلت الحواجز التي تمنع الإنسان عن معرفة ذاته، وتخليت عن نسخة الفتاة التي تحب التي كنتها
-
كانت لدي صورة كئيبة تترسّخ في ذهني كلما فكرت في الارتباط، فكنت أسأل نفسي كثيراً: "أنا ليه مش زي أصحابي؟ ليه الجواز بالنسبة لي قرار شاق وصعب كده؟"
علاقة حب سوية تشفى الروح وتُصلح الأفكار المشوهة التي سكنت أرواحنا، فحقاً الحب يشفي، الحب يطيب الخواطر، الحب يصنع الأنبياء
-
بمرّ جنب مستشفى الشفا. ما بعرف إذا سامعين فيها، بس هيي أكبر مجمّع طبي موجود بغزة. أهم دكاترة ومكنات موجودين هناك. يعني نحنا بغزة منرفع راسنا بهل مستشفى. بقولوا مين ما بفوت عليها أكيد بيطلع عايش ولا كأنو فيه شي... مجاز
هياني مغمض عيوني وقاعد، وعلى يميني البنت اللي عمرها 4 سنين، لساتها عم تعمر بيت الرمل الل مش عظيم. كل فترة والتانية يمكن أفتح عيوني وأطلع عل أفق. شو بدو الواحد أكتر من هيك؟... مجاز
ماحسيت بشي، كل شي كان سريع. اختفى جسمي بأقل من ثانية. مش متأكد شو اللي صار. بس اللي متأكد منو هوي إني مش متأكد وين أنا. يعني هل أنا بالسما أو لساتني عل أرض. بس الوضع مريب. كل شي هادي و دافي وممل. في إشي مش مظبوط... مجاز
-
أخذت قطعة وأخفيتها بهدوء حتى لا يأتي أحد من زملائي العرب الذين أقابلهم لأول مرة، ويعلّق على ما أفعل، أياً كان تعليقه، خاصة وأني محجبة. أكلت أول قضمة، وفوجئت بأنه كان لذيذاً فعلاً
فكأني لا آكل لحماً عادياً بل قائمة من الممنوعات والأحاديث الدينية
-
انقطعت المي، انقطع الإرسال، متى الهدنة؟ طابور الخبز، تهجير، تحت الأنقاض، نايمين في الشارع، في خميرة؟ إخلوا البيت، إشحن البطارية، فش كهربا، في مفاوضات، رابط استلام الطحين، سينا، حزام ناري، بدنا ملح، مصابين، قصف
أن تبقى حيّاً بعد هروبك من موت يُوَزَّعُ عشوائيّاً لا يعني أنّك نجوت تماماً. يوجد الكثير من الأشياء التي ستعلق بك إلى الأبد؛ مثلاً رجفة يدك وأنت تدخّن وتشاهد الأخبار، ورجفة قلبك عند سماع صوت طائرة
-
في توثيقها الفني لمصائر المعالم (بنايات، شوارع، ميادين)، باختفائها النهائي أو تشييد بدائل حديثة، تسعى النصوص الروائية إلى تثبيت المشهد الزائل، والتأريخ للجديد. هذا الجديد، ذلك الذي كان جديداً، سيخضع لقانون التقادم، ويصير ماضياً لا تستعاد ملامحه إلا بأعمال فنية توثّـقه
في التوثيق للمكان توثيق آخر للزمان بمعنى الوقت، وبمعنى الزمان النفسي كما في رواية "خان الخليلي". تُذكر وقائع ربما يظنها القارئ من خيال المؤلف، لولا ورودها في كتب تاريخية، أو شهادات المعاصرين. هكذا تصير الرواية سجلاً فنياً يقاوم مفهوم الفناء -
وجدت نفسي مع الوقت أتحوّل، من مسلمة متديّنة للغاية إلى لا دينية غير مكترثة، ترى الله بقلبها وتحبه، ولكنها مع ذلك لا تؤمن بدين معين أو شعائر معينة عليها اتباعها لمعرفة ومخاطبة الله
ما شعرت به حقا أن الله، الإله الذي أعبده وأحبه، ليس له علاقه بهذا المكان، أو أي مكان آخر، فهو موجود في كل مكان بنفس المقدار
-
كنت الطفل الذي يقلد شقيقه الأكبر في كل شيء، حتى في كراهيته لطبيخ العدس دون أن أتذوقه. كان ذلك قبل أن أكبر ويخبرني العدس بنفسه، في هذه الليلة الشتوية القارصة، بخطأ أخي الأكبر في كراهيته له
تمتلئ المسيحية بقصص عن أنبياء وقديسين رفضوا أكل اللحوم، وكانوا أشدّاء وأصحّاء بسبب أكل العدس، ويعرف عيد "خميس العهد" في مصر باسم "خميس العدس"
-
أكتب من بلاد ينتهي فيها كل شيء، ولكن لا تنتهي فيها صلاحية الجينات ولا صلاحية الرسالات، وكلما ظهر فيها من يشدّ الحبل إلى زاوية مختلفة يتم نبذه وإقصاؤه
بلاد ماهرة بالقضاء على مفكريها ومثقفيها، فهم لا يجيدون غير الكلام في نهاية المطاف
أنا يائس يا سمانثا، واليائس لا يستطيع الحكم على الأشياء بعقل منفتح على الخيارات. اليائس لا يرى إلا خياراً واحداً ويشتغل على تغذيته في كل ما يقرأ وكل ما يكتب، واليائس يلملم قصص الأمل القديمة ويقارنها بحاضره، ثم يمزقها
-
هل يجب علينا أن نغفر أحياناً لآبائنا كي تستقيم لنا حياتنا، وقد تحرّرت من مظالم الطفولة نحو شخصية أكثر نضجاً ورحمة؟
الطفولة المثالية، هي وهم، وغالباً يكذب من يخبروننا أنهم عاشوا طفولة سعيدة مثالية
هل نكبر لنتحول إلى نسخة من آبائنا؟ وحتى لو أفلتنا من شبح التطابق، وصرنا آباء أفضل، فهل تظل مظالم الطفولة تتحكّم دون وعي منا في سلوكنا مع الآخرين؟
-
كم سخيفة كل معاناة الكون أمام طفلٍ حمل ذراع أخيه المقطوعة وتوسل للطبيب أن يعيدها، أو أمام أب لم يستطع أن يجد قبراً منفرداً لجثة ابنه، أو أم تحت ركام منزلها ظلت تحارب الموت بقوة أنفاس أبنائها حولها، حتى انقطعت أنفاسهم فانفجر قلبها قهراً
ما أن وصلنا للدكان حتى انطلقت الطفلة نحو أرفف "الكاندي" ، لتجد أنها فارغة إلا من صناديق بسكويت سادة، لونها أحمر وأبيض، كأنه تعريفٌ كاملٌ للبؤس. ليلى كانت أكثر صلابةً مني لحظتها، إذ شدت يدي وأشارت لي إلى باب الخروج بصمت وبصوتٍ رزين، قالت: “بححح كاندي بابا” -
أنا هُنا، أسفي أنني هنا! ثمانية عشر ساعة سفر ومسافات وعجز، في قلب البُعد، شاهدة ومشاركة في حرب بعيدة. يقولون إن القفص الصدري يحوي 24 ضلعاً. لماذا أحصيهم وأشعر بثقلهم على قلبي للمرة الأولى في حياتي، وكأنها أحجار متراكمة؟
أدعوكم أن تسألوا جدران بيتنا عنا وعن قصصنا، فهي عدسة رؤيتنا للحياة، عليها نؤثّث دنيا لم نَحظ فيها بالواقع. غرفتي عبارة عن خريطة اتجاهات لمسار حلمي وهويتي وتعريفي لنفسي وصور أحبائي، ليسأل الحالمون الذين تحت سماء المدينة في كل مرة، ماذا يريد الاحتلال من أحلامنا؟
تركتُ غزة على صورة معينة. أذكر كل شارع. أعرفها جيداً كما لو أنها حارة صغيرة. أحفظ مساحتها وامتدادها، ولأنني أعرف أن حجم الدمار لا يقدّر بالواقع ولا يصور المشهد كاملاً كما هو بالحقيقة، لذا أخاف من الفشل في التعرّف عليها مرة أخرى -
كان الفن بجميع مجالاته مهماً جداً بالنسبة لسيما، إلى درجة أنها على الرغم من خبرتها في مجال الفنون البصرية، لم تتجه إلى التمثيل أو السينما، وظلت تعمل خلف الكواليس لتعليم الطلاب وتنظيم أعمال الفنانين الآخرين
أطلقت كوبان مجلةً بعنوان "المصباح"، وقدّمتها في ملاحظة قصيرة في العدد الأول على النحو التالي: "مجلة المصباح، هي عبارة عن مجموعة أعمال لكتّاب وفنانين يؤمنون بوجوب الكلام والكتابة والنشر، ولو حتى في ظلمة الليل... كما أن جميعهم يؤمنون بأن النور ضروري للحياة"
-
هل سيحكي صدام (أو عشرات آخرين من الطغاة الوطنيين، ممن لا أجرؤ على ذكر أسمائهم) القصة كما نراها نحن أم كما يراها هو؟ وهل سيعترف بأنه تسبب بقتل الآلاف وشرّع الاعتداء على الأحلام، وجعل من الأقفاص عالماً لمن فكروا يوماً بالطيران؟"من يمتلك الفأس سيقطع الرقاب". هذه العبارة الحاسمة التي قالتها فلة العنابية، إحدى بطلات رواية "وليمة لأعشاب البحر" لحيدر حيدر، تجعلنا نفكر لبرهة: هل يمكن أن نطلق صفة الخير على كل من لا يرتكب الأخطاء، أم أننا يجب أن نضع فأساً في يدهم أولاً لنحكم؟
- Mehr anzeigen